انتبه من هذه المشروبات

أولاً: مشروبات الطاقة:ـ
ظهرت مشروبات الطاقة لأول مرة تقريباً منذ عام (2000) للميلاد، وهي مصطلح تجاري يطلق على المشروبات الغازية التي أضيفت إليها مواد منبهة مثل (الجورانا) التي تحتوي على الكافيين والثيوفللين والثيوبرومين، وهي مواد منبهة للجهاز العصبي، كما يضاف إلى بعض هذه المشروبات نبات ( الجنسنغ) و(التورين) وبعض الأملاح المعدنية والفيتامينات.
والناظر إلى تسمية هذه المشروبات يظن أنها تحتوي على طاقة حرارية كبيرة أكثر من المشروبات الغازية التي تنتمي إليها، ولكن التسمية جاءت لتأثير محتواها من المواد المنبهة على الجهاز العصبي والدوري.
* أضرار مشروبات الطاقة:ـ
1- كشفت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من ضغط الدم، وقد أوصت الدراسة من يعانون من ارتفاع ضغط الدم بالابتعاد عن تناول هذه المشروبات، وعلى مدار عدة أيام أعطى الباحثون بجامعة (وين ستيت) في مدينة (ديترويت) كبرى مدن ولاية ميشيجان الأمريكية مرضى لا يعانون من ضغط الدم علبتين من مشروبات الطاقة تحتويان على (80) مليجرام من الكافيين وألف مليجرام من حمض تورين العضوي، وفي اليوم الأول ارتفع ضغط الدم بعد ساعتين من تناول المشروب بنسبة (9ر7%) بينما بلغ ارتفاعه في اليوم السابع من الدراسة بنسبة (6ر9%).
2- ثبت أن مشروبات الطاقة تمد الجسم بطاقة قصيرة ومؤقتة ولا يمكن الاستفادة منها بشكل طويل ثم يصبح الشخص في حالة خمول ونعاس.
وتؤكد الدراسة أن تأثير هذه المشروبات يختلف بين الجنسين وأن تأثيرها على الرجال أكبر، وثبت أن لهذه المشروبات تأثيرات جانبية منها تعرق الجسم وشحوبه واحمرار العينين، وأن الإكثار منها يقود لإدمان لأنها تحتوي على نسبة كافيين عالية.
3- دراسة علمية من جامعة الملك سعود بالرياض، تؤكد أن مشروبات الطاقة قد تكون خطيرة لاحتوائها على كميات كبيرة من مادة الكافيين المخدرة التي تسبب نوعاً من الإدمان، أما عن سر الطاقة التي تزود بها هذه المشروبات الجسم فهو ما تحتويه من كميات كبيرة من السكر السريع الامتصاص (الجلوكوز) والذي يعطي الجسم طاقة عالية.
وقالت الدراسة أن مشروبات الطاقة تحتوي على مركبات أخرى يدور حولها جدل كبير من بينها مركب (جلوكرونولاكتون) الذي يقال أنه يزيد معدل التمثيل داخل الجسم، و(التورين) وهو حامض أميني يقلل فعالية الجهاز العصبي.
4- بعض الدراسات الطبية أثبتت مساهمة هذه المشروبات في ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، وزيادة نسبة السكر في الدم، والأرق، والصداع، والقلق، وبعض الأعراض النفسية الانسحابية.
وتقول إحدى الدراسات، أن مشكلة الذين تعودوا على تناول مشروبات الطاقة هي أنهم عودوا أجسامهم على وجود كمية كبيرة من الكافيين في الدم، ولو ابتعدوا عنها فسيشعرون بالأرق، لأن نسبة الكافيين في الدم بدأت تقل، وهذا يؤدي إلى حال من القلق، وتلك الحالات مشابهة لتأثر المخدرات.
5- دراسة أعدها أخصائيو الطب النفسي قالت أن أهم تأثير لمشروبات الطاقة من الناحية الذهنية والنفسية هو ذلك التأثير المنبه الذي يقلل الشعور بالتعب ويزيد الانتباه واليقظة والحيوية، وان التناول المستمر المتواصل لهذه المشروبات قد يؤدي إلى التعود عليها مما يؤدي إلى الإدمان، حيث يصبح استعمالها باستمرار أمراً لا مناص منه، بل قد يقترن ببعض الأعراض الانسحابية التي لا تزول إلا بمعاودة استعمال هذه المشروبات، فيدخل الشخص في حلقة مفرغة من الصعوبة بمكان الخروج منها.
6- ينصح الباحثون بعدم بيع هذه المشروبات للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات والأشخاص الذين لديهم حساسية للكافيين.
وكذلك ينصح بعدم تناول هذه المشروبات أثناء التمارين الرياضية، لأن الإنسان عندما يمارس الرياضة يتعرض لتعرق شديد، وعندما يتناول المشروبـــات التي تزيد من الإدرار وبالتالي تزيد من الجفاف فيصبح الخطر شديداً على الصحة.
ثانياً: المشروبات الفوارة:ـ
1- ثبت أن الإكثار من تناول المياه الفوارة المعروفة باسم الكربونات، يسبب عسر الهضم بدلاً من تيسيره، كما يسيء إلى المصابين بأمراض في القلب أو الكلى أو ارتفاع الضغط الشرياني، بل إنه قد يؤدي إلى الإصابة بالقرحة المعدية في بعض الحالات، فالكربونات مادة قلوية يدخل الصوديوم في تركيبها وإذا دخلت المعدة اتحدت مع الحوامض الموجودة فيها، فكونت ملح الطعام العادي (كلوريد الصوديوم) فينتشر منها غاز يدفع الطعام إلى الأمعاء قسراً، وبصورة غير طبيعية، فيحسب الإنسان إذ يزول عنه حس الامتلاء في معدته، بأنه أحسن حالاً علماً بأنه يكون قد أساء لنفسه ولجهازه الهضمي اساءة بالغة، ذلك أن تلك المواد تفقد المعدة حوامضها بتعديلها تلك الحوامض وتحويلها إلى أملاح، وبهذا تفقد المعدة عنصرها الفعال، وإذا كان الشخص الذي تناول هذه المشروبات متقدماً في السن أدى ذلك للقضاء نهائياً على قدرته الهضمية المعدية، لأن المعدة تقل إفرازاتها من الحوامض على مر الزمن، وهذا يسبب عرقلة عملية الهضم فيشعر المتقدم بالسن بانتفاخ في المعدة، وثقل في البطن عقب كل طعام، فيعمد إلى تناول ملعقة من (الكربونات) ظناً منه أنها هي العلاج المنشود فيكون أن تتحد الكربونات مع الحوامض القليلة المتبقية في المعدة، مشكلة الملح، فتقضي بذلك على العنصر الهاضم الفعال بصورة نهائية، وهذا من طبيعة الكربونات أن تضعف الأنزيمات الهاضمة بل أن تتلفها أحياناً لأن أنزيمات المعدة لا تستطيع التأثير على الأطعمة إلا إذا كان الوسط الذي توجد فيه حامضياً ولما كان تناول الكربونات يفقد المعدة حوامضها، فأنه يتسبب في إبطال مفعول الأنزيمات فيها فيمر الطعام في المعدة دون أن يهضم.
ومع مرور الزمن يسير الطعام في حلقة مفرغة، لأن نقص الحوامض المعدية وتعطل الأنزيمات الهضمية عن عملها، يؤدي إلى مرور الطعام من غير هضم، فتحث التلبكات المعدية والتخمرات المعدية، والاضطرابات المختلفة في عملية الهضم كلها فيزداد شعور الإنسان بالانتفاخ نظراً لكثرة الغازات.
ومن المعروف أن الأطباء عادة يمنعون مرضاهم المصابين بأمراض القلب والكلى والضغط من تناول الملح، ولا يدري المرضى بالطبع أن سبب منع الملح عنهم هو وجود مادة الصوديوم فيه، فتراهم يطيعون رغبة الطبيب في عدم تناول الملح، ولكنهم يتعاطون الكربونات للاستعانة بها على الهضم غير مدركين بأن الصوديوم الموجود في الكربونات هو نفسه الموجود في الملح، وليس هناك اختلاف في تأثير كل منهما على الجسم.
2- إن الإكثار من تناول الكربونات يسبب حدوث حالة تسمى (قلوية الدم) وأهم أعراضها الأرق والضعف العام والتعرق الزائد وصعوبة التنفس، وتزداد هذه الأعراض وضوحاً وحدة مع ازدياد حالة قلوية الدم، وسبب ذلك كله الإكثار من تناول المواد المساعدة على الهضم.
3- إن من أسوأ نتائج تعاطي الكربونات بكثرة أنها تغطي جميع أعراض أمراض المعدة على اختلافها، فالمصابون بالقرحة مثلاً، لا يتقيدون بشروط الحمية معتمدين على أن الكربونات كفيلة بإنقاذهم مما قد يسببه لهم ذلك، وبذلك تفقد المعدة قدرتها الطبيعية على الشعور بالألم، الذي قد يكون دالاً على وجود القرحة في بدايتها فلا يراجع المصاب طبيباً وبينما تزداد أعراض القرحة وضوحاً مع الزمن، يعمد المصاب إلى إخفائها بتناول الكربونات غير مدرك بالسبب الحقيقي الذي يؤدي إلى الإصابة بما يحاول القضاء عليه من طريق مواد كهذه، إضافة أحيانا إلى مواد أخرى كالمسهلات والملينات.
ثالثاً: الدايت صودا:ـ
أفادت أحدث الدراسات الصحية بكلية الطب بجامعة بوسطن أن من يشرب أكثر من عبوة دايت صودا واحدة في اليوم يتعرض قلبه لنفس المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها من يشرب الصودا العادية المحتواة على السكر.
وأدهشت الدراسة الباحثين الذين توقعوا وجود فرق في نسبة تعرض القلب للخطر بين من يشرب الصودا العادية ومن يشرب الصودا الدايت.
وأكد مقدم الدراسة الدكتور (دفاسان راماشندران) أن النتائج لا تعني أن الصودا الدايت هي السبب في حدوث أمراض القلب ولكن ثبت وجود علاقة واضحة تستحق الدراسة.
وفسر الباحثون هذا الأمر بأنه حتى شرب الصودا خالية السعرات تزيد من الرغبة في تناول السكريات، وأن من يتناول أكثر من علبة صودا يومياً سواء كانت دايت أو عادية يتزايد لديه احتمال خطر حدوث مشكلة بالتمثيل الغذائي بالمقارنة مع هؤلاء ممن يتناولون كمية أقل من ذلك بكثير، وأن مشكلة التمثيل الغذائي بالجسم تعني مجموعة متشابكة من الأعراض تزيد من خطر أمراض القلب وترفع من مستويات ضغط الدم كما ترفع نسبة السكر بالدم والكولسترول ودهون الدم والدهون الثلاثية.
وأخيراً أكد الباحثون ضرورة الاعتدال في تناول الصودا حيث يتسبب الكراميل الموجود بالصودا الدايت والسكر الموجود بالصودا العادية على مقاومة الأنسولين الضروري لحرق السعرات الحرارية.