زمالك الملايين.. رايح علي فين

سريعا جدا سقط الزمالك في الدوري العام بعدما لقي الهزيمة الأولي له هذا الموسم علي يد بتروجيت‏1/2‏ في المباراة التي اقيمت بينهما مساء أمس في الاسبوع الثاني لمسابقة الدوري العام في استاد المقاولون العرب بالجبل الاخضر‏..‏ ليكون اليوم بتروليا خالصا بعد فوز انبي علي الاسماعيلي‏2/3.‏

تقدم الزمالك بهدف مبكر جدا سجله شيكابالا في الدقيقة الأولي من المباراة‏..‏ وتعادل محمد شعبان في الدقيقة‏(13)‏ وأحرز وليد سليمان هدف الفوز في الدقيقة‏(44)‏ وأهدر أحمد حسام ميدو ضربة جزاء في الدقيقة‏(32)‏ من الشوط الثاني ليتصدر بتروجيت قمة البطولة برصيد ست نقاط بينما يتجمد رصيد الزمالك عند ثلاث نقاط‏.‏

قدم الزمالك مباراة متواضعة خططيا وتكتيكيا وبدا لاعبوه في غاية السوء من ناحية الانضباط الفني في الملعب واعتمدوا علي قدراتهم الفردية‏..‏ وظهر الفريق في غاية السوء من الناحية البدنية لدرجة أن المساعدات الدفاعية كانت ضعيفة‏..‏ والمساندات الهجومية لم تكن كافية بعدما غاب محمد عبدالشافي ولم يتقدم‏..‏ وتسبب شيكابالا بعدم تواصله مع احمد غانم سلطان باهتزازه وأربكه خاصة مع الضغط الجماهيري عليه‏.‏

لم يعط لاعبو الزمالك بتروجيت الفرصة لالتقاط الأنفاس وبدأ الفريق الشوط الأول بقوة وسيطرة ولم يمض أكثر من نصف دقيقة علي ضربة البداية حتي أطلق عمرو زكي تسديدة ارتطمت بالأرض وفشل أحمد فوزي حارس بتروجيت في تقديرها لتصطدم برأسه وترتد منه أمام شيكابالا الذي سددها بسهولة داخل المرمي مسجلا الهدف الأول الذي أسعد جماهيره الغفيرة التي ازدحمت بها مدرجات ستاد المقاولون العرب‏.‏

وأصاب الهدف المبكر دفاع بتروجيت بحالة من الارتباك الشديدة غير المبررة ووضح سوء التفاهم بين ثلاثي القلب وضعف امكاناتهم في الرقابة والضغط واستخلاص الكرة وكأنهم يلعبون معا لأول مرة هشام النوبي وكريم ذكري وكوندي‏.‏

واهتز أداء بتروجيت في الثلث الدفاعي ومازاد منه ان ثلاثي قلب الدفاع بدا في حالة سيئة فيما يتعلق بالسيطرة علي الكرة‏..‏ وبمجرد تعرضه للضغط كان يفقد الكرة فظل الزمالك ممتلكا للكرة مهددا مرمي أحمد فوزي لفترة وصلت الي‏15‏ دقيقة تهيأت له خلالها ثلاث فرص سهلة للتهديف الأولي في الدقيقة الخامسة عندما أخطأ كريم ذكري في اعادة الكرة برأسه لاحمد فوزي الذي تقدم لالتقاطها‏.‏ ولكن تدخل حسن كوندي لتشتيتها قبل أن تتجاوز خط المرمي وهز الشباك‏.‏

والفرصة الثانية جاءت في الدقيقة‏(11)‏ عندما تسلم أحمد جعفر الكرة وانطلق مراوغا هشام النوبي بسهولة فائقة ودخل منطقة الجزاء ولعب عرضية مرت أمام عمرو زكي علي بعد خطوة من خط المرمي لتجد شيكابالا في الناحية اليسري ليلعب عرضية من جديد لاحمد جعفر هيأها لمحمد عبدالشافي سددها قوية مرت بجوار القائم‏..‏ والثالثة انطلاقة من شيكابالا ولكنه سدد بشكل ضعيف‏.‏

وأثبتت الفرص الضائعة من الزمالك مدي ضعف ثلاثي قلب الدفاع في بتروجيت وافتقادهم للسرعة والوعي والفهم بمتطلبات مراكزهم في الوقت الذي بدا خط وسط الفريق غائبا عن الواجبات الدفاعية فلم يساعد محمد شعبان وأحمد شعبان ثلاثي القلب بالاضافة الي ان ظهيري الجنب لم يقوما بالتغطية في العمق مما صنع مساحات للزمالك ومنحه فرصة استمرار الهجمة‏.‏

وأجاد الزمالك في أول ربع ساعة للانتشار العرضي خاصة محمد عبدالشافي وأحمد جعفر وشيكابالا وعمرو زكي والأخير بذل جهدا كبيرا في التحرك‏.‏ أما الثاني فقدم درسا رائعا في الانطلاقات الطولية والعرضية وكيفية التمرير في توقيتات نموذجية‏.‏

ومشكلة بتروجيت في الثلث الدفاعي تمثلت في أن فوارق السرعة بين لاعبيه ومهاجمي الزمالك كانت شاسعة جدا مما منح الفرصة للثلاثي للسيطرة والاختراق والوصول لمرمي احمد فوزي كثيرا‏.‏

ومازاد من صعوبات ثلاثي بتروجيت السيد حمدي ومحمود عبدالحكيم وبيكوي الذين تولوا الأداء الهجومي وعابهم الضغط أو حتي المطاردة لمدافعي الزمالك مما منح مدافعي الزمالك التقدم وكسب المساحات والتوغل في وسط ملعب بتروجيت وبالتالي ضاعت الزيادة العددية‏.‏

وبقدر ما ارتكب بتروجيت أخطاء دفاعية بقدر ما كان خط وسط الزمالك غير منظم بعدما افرط احمد عبدالرءوف في الوجود أمام المدافعين فصنع فجوة كبيرة لم يكن من الصعب أن يستغلها الثلاثي محمد شعبان والسيد حمدي ومحمود عبدالحكيم وسط مساندة جيدة من مدافعي الطرفين عمرو حسن وأسامة محمد‏..‏ وشهدت الدقيقة‏(15)‏ أول فرصة سهلة لبتروجيت صنعها السيد حمدي عندما انطلق بالكرة ومرر لاسامة محمد في الجبهة اليسري لعبها عرضية رائعة استقبلها السيد حمدي قوية انقذها ببراعة محمد عبدالمنصف‏.‏

وسيطر بتروجيت وتألق في وسط الملعب واضطر حسن مصطفي للتراجع للتغطية ومعه أحمد عبدالرءوف في الوقت الذي لم يلتزم ثلاثي الهجوم بأي مساعدات دفاعية ففقد الزمالك الكثافة العددية‏.‏

ويتألق محمد عبدالمنصف بشكل رائع وينقذ الزمالك من تسديدة صعبة لبيكوي‏..‏ ويسيطر بتروجيت تماما لمدة وصلت لاكثر من عشر دقائق‏..‏ وتختتم احداث الشوط الأول بعرضية يتسلمها احمد جعفر ويسدد بجوار القائم لينتهي الشوط الأول‏1/‏ صفر‏.‏

ويبدأ الشوط الثاني بسيطرة للزمالك لمدة عشر دقائق تضيع خلالها فرصة سهلة من محمود فتح الله عندما هيأ له هاني سعيد الكرة برأسه وسددها فوق العارضة‏.‏

ورغم سيطرة الزمالك علي الكرة وامتلاكه لها فإن المشكلة تمثلت في الهجمات المرتدة وما أدي لتفاقهما أن ضغط الزمالك في الثلث الأوسط كان في غاية السوء بعدما اضطر الثنائي حسن مصطفي وأحمد عبدالرءوف للتراجع في ظل غياب المساندة الدفاعية التي كانت في غاية السوء‏.‏

وشكلت هجمات بتروجيت خطورة كبيرة لأنها كانت تتم بكثافة عددية عالية أرهقت الزمالك في الثلث الأخير‏..‏ وتأتي الدقيقة‏23‏ ليتلقي محمد شعبان لاعب الوسط المدافع كرة داخل منطقة الجزاء يتسلمها ويسدد في الزاوية البعيدة مسجلا التعادل‏..‏ ويليها اللاعب في الدقيقة‏15‏ بتسديدة قوية يمسكها محمد عبدالمنصف‏.‏

ويجري مختار مختار تغييرا بنزول وليد سليمان بدلا من بيكوي ليصبح بتروجيت الأكثر عددا وكثافة في وسط الملعب وامتلاكا لأصحاب المهارات العالية الذين لديهم امكانات عالية وقدرات فذة في التحول من الثلث الأوسط إلي الثلث الهجومي‏..‏ ولكن جاء ذلك علي حساب الكثافة في منطقة الجزاء والتوزيع في الثلث الهجومي ولكن عوضته المساندات الجيدة والجرأة في خط الوسط‏.‏

ويقدم محمد عبدالمنصف درسا جيدا في التصدي للتسديدات بمختلف أنواعها والتي بدأت بتسديدة من كوندي حولها الحارس لركنية ثم كانت أخطرها في الدقيقة‏28‏ عندما انفرد محمد شعبان تماما بمحمد عبدالمنصف ولكن يتدخل بإجادة وبراعة لينقذ الموقف‏.‏

ويتلاعب بتروجيت بالزمالك في الثلث الهجومي تماما بفضل مهارات لاعبيه والرباعي وليد سليمان ومحمد شعبان والسيد حمدي ومحمود عبدالحكيم وينطلق الأول ويلعب عرضية تمر من أمام السيد حمدي بغرابة شديدة‏..‏ ويحتسب الحكم سمير محمود عثمان ضربة جزاء صحيحة للزمالك بعدما ارطمت الكرة بيد كوندي وسيددها ميدو في الدقيقة‏32‏ تمر بجوار القائم الأيسر لأحمد فوزي‏.‏

وفي الوقت الذي فكر فيه مختار مختار واعتمد علي الكثافة العددية في الثلثين الأوسط والهجومي بلاعبين أصحاب مهارة فإن دي كاستال كان غاية في السوء في تغييراته التي جاءت تبديلات فعندما اشرك أحمد حسام ميدو سحب أحمد جعفر‏..‏ وحينما أخرج حسن مصطفي دفع بأحمد الميرغني دون أن يغامر أو يعرف أنه لم يعد هناك مبرر للابقاء علي الثلاثي أحمد مجدي وهاني سعيد ومحمود فتح الله بعدما سحب مختار مختار رأس الحربة الوحيد في فريقه‏..‏ ليس ذلك فقط بل أنه اعتمد علي الأطراف بدفعه بفرج شلبي ليتألق من الناحية اليسري‏.‏

وتأتي المفاجأة في الدقيقة‏44‏ عندما لعب فرج شلبي ضربة ركنية رائعة انقض عليها وليد سليمان برأسه داخل المرمي مسجلا الهدف الثاني والفوز ليدفع الزمالك ثمن الفردية الشديدة‏.‏