'الاونروا' تقول انها تشعر بالعجز لانها خذلت اهل غزة

Admin عدد المساهمات : 5215 تاريخ التسجيل : 29/09/2008

'الاونروا' تقول انها تشعر بالعجز لانها خذلت اهل غزة

غزة ـ 'القدس العربي'من اشرف الهور: خففت اسرائيل امس بشكل خفيف حصارها لقطاع غزة المستمر منذ 20 يوما، وسمحت لعدد قليل من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية بدخول القطاع المحاصر، في وقت قالت فيه كارين ابو زيد المفوض العام لـ 'الاونروا'، انها تشعر بـ 'العجز لاننا خذلنا اهل غزة'.
وقالت مصادر فلسطينية في غزة ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي خففت امس الاثنين حصارها لقطاع غزة وسمحت بمرور مواد غذائية اساسية الى قطاع غزة المحاصر.
وبحسب المصادر فان نحو 44 شاحنة محملة بمواد غذائية دخلت ظهرا الى القطاع، موضحة ان 20 شاحنة منها تحمل مواد غذائية ودقيقا تعود لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين بينما تخص الشحنات الاخرى القطاع الخاص.
وقال حاتم عويضة المسؤول في وزارة الاقتصاد المقالة ان اسرائيل ضخت كميات من السولار الصناعي المستخدم لتشغيل محطة توليد الكهرباء بغزة.
وقلل جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار من كمية البضائع الموردة لغزة، وقال 'ماذا ستكفي ثلاثون شاحنة مساعدات لوكالة الاونروا ستقدمها لاكثر من مليون شخص في غزة'، واضاف 'ماذا ستكفي بعض شاحنات السولار الصناعي لمحطة توليد الكهرباء المتوقفة بشكل كامل؟'. وبسبب استمرار الازمة التي خلقها الحصار قالت كارين ابو زيد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) 'اننا نشعر بالعجز لاننا خذلنا اهل غزة'.
وحذرت ابو زيد في تصريحات نشرت امس الاثنين من حدوث 'مجاعة' في قطاع غزة جراء اغلاق المعابر، مؤكدة انه حال لم تسمح اسرائيل بدخول الشاحنات الى غزة 'سيعاني القطاع من مجاعة لا تحمد عقباها'.
واكدت المسؤولة الدولية نفاد جميع مخازن الطعام في القطاع، وقالت ان الناس 'بداوا في حيرة من امرهم بسبب ذلك'، وحثت ابو زيد المجتمع الدولي على 'ممارسة ضغوط على اسرائيل لانهاء الوضع المأساوي في غزة'.
من جهتها اعلنت اسرائيل ان معابر قطاع غزة التجارية الخمسة ستبقى مغلقة، في اعقاب قرار اتخذه وزير الجيش ايهود باراك 'بسبب استمرار الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية على الاراضي الاسرائيلية'، وذكرت الاذاعة الاسرائيلية انه سيجرى 'تقييم اخر للموقف' اذا لم تتعرض اسرائيل لهجمات جديدة، قبل ان تعلن عن اعادة فتح معابر القطاع المغلقة.
وجاء الاغلاق في اعقاب قيام جيش الاحتلال الاسرائيلي بشن هجمات بدات يوم الخامس من الشر الجاري، ادت الى استشهاد 17 ناشطا، رغم اتفاق التهدئة الساري المفعول، تلاها قيام نشطاء المقاومة بتنفيذ هجمات بالصواريخ المحلية على عدة اهداف اسرائيلية تقع على مقربة من حدود القطاع.
وكانت حركة حماس اعلنت الاحد انها اتفقت عقب لقاء اجرته مع الفصائل الفلسطينية، على وقف الهجمات الصاروخية، مقابل فتح اسرائيل معابر غزة المغلقة، وذكرت ان هذا الاتفاق جاء بطلب اسرائيلي نقل عبر الوسطاء المصريين الذين توسطوا في شهر حزيران (يونيو) الماضي في تهدئة دخلت حيز التنفيذ في غزة يوم 19 من شهر حزيران (يونيو).
غير ان اسرائيل قالت ان نشطاء فلسطينيين اطلقوا مساء الاحد قذيفتين صاروخيتين باتجاه منطقة النقب الغربي، لافتة الى انهمتا لم تسفرا عن وقوع اصابات او اضرار.
من جهته اكد باراك دعمه لـ 'استمرار الحفاظ على التهدئة في قطاع غزة'، مشيرا الى ان عدد حوادث اطلاق القذائف الصاروخية من القطاع على اسرائيل 'انخفض خلال فترة التهدئة من 500 حادث شهريا الى حوالي 10 حوادث كل شهر'.
وفي سياق قريب، ذكرت مصادر طبية فلسطينية ان الناشط فوزي ابو حمد (25 عاما) من الوية الناصر صلاح الدين التابعة للمقاومة الشعبية استشهد متأثرا بجراحه التي اصيب بها اثر قصف اسرائيلي استهدف مجموعة من المقاومين شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يوم السبت قبل الماضي.
يشار الى ان الحصار الاخير الذي تفرضه اسرائيل ادى الى احداث ازمة حقيقية لدى نحو 1.5 مليون نسمة يعيشون في القطاع، خاصة بعد ان منعت اسرائيل بموجب الاغلاق دخول الغذاء والقمح، والمحروقات، التي ادت الى اغلاق عدد كبير من المخابز، علاوة على توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن العمل، ما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن السكان بنسبة 50'.
وزادت التحذيرات الفلسطينية من مخاطر الاغلاق، خاصة مع بدء استخدام 'قمح الحيوانات'، الرديء في اطعام السكان، لنفاد القمح الجيد، في وقت اعلنت فيه وزارة الصحة ان الاغلاق اصبح يهدد حياة المرضى بالموت جراء نقص الادوية والوقود.
وقال الدكتور باسم نعيم وزير الصحة في الحكومة المقالة ان الحصار ادى الى نفاد 95 صنفا من الادوية الاساسية 'مما قد يساهم في تفاقم الكارثة البيئية والصحية التي قد يسببها استمرار انقطاع الكهرباء ونقص المحروقات لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بالمستشفيات ومضخات الصرف الصحي'.
وحمل نعيم السلطة الفلسطينية في رام الله 'جزءا اصيلا من المسؤولية عن جريمة الحصار'، كما حمل المجتمع الدولي بكل مؤسساته الاممية 'المسؤولية الاخلاقية والقانونية عما يحدث لقطاع غزة'.
وكان اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس اكد التزام الفصائل الفلسطينية بالتهدئة اذا التزمت اسرائيل بها.
جاء ذلك عقب استقباله وفدا من كتائب الاقصى التابعة لحركة فتح، ولجان المقاومة الشعبية. وبحسب تصريح صدر عن مكتب هنية وتلقت 'القدس العربي' نسخة منه فان هنية وضع مسؤولي الفصيلين في صورة اخر التطورات السياسية.
وذكر انهم ناقشوا موضوعات متعددة من بينها الحوار الوطني والعلاقات الثنائية والتصعيد الاسرائيلي الاخير والحصار المتفاقم ومستقبل التهدئة.
واكد الدكتور محمد عوض، رئيس اللجنة الحكومية لكسر الحصار 'ان الاحتلال الاسرائيلي يريد تحويل قطاع غزة الى مقبرة كبيرة من خلال تشديد الحصار واغلاق المعابر، ومنع ادخال الادوية والمستلزمات الطبية'.
من جهتها، اكدت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ان الحصار المستمر منذ عامين على قطاع غزة خلف خسائر مباشرة تقدر بـ 750 بمليون دولار، وذكرت انه ادى الى تعطيل 140 الف عامل عن العمل، وارتفاع نسبة البطالة الى 65'، وجعل 80' من سكانه يعيشون تحت خط الفقر.
وافادت اللجنة في تقرير احصائي اصدرته امس ان 60' من اطفال غزة مصابون بأمراض سوء التغذية وفقر الدم، واشار التقرير الى ان عدد الآبار المتوقفة في غزة عشر آبار مياه والباقي مهدد بالتوقف، وان محطة توليد الكهرباء متوقفة بشكل كامل، وان ثلاثين مخبزا اغلق ابوابه، وبين ان اكثر من 60' من سيارات الاسعاف متوقفة الى جانب تعطل معظم حواسيب خدمات المرض ومتابعة التحاليل الطبية.

القدس العربي