تحـديات تـواجـه التعــليم

تواجه دول العالم قضايا جديدة لا تستطيع الفكاك منها وتؤثر علي حياة مواطنيها نذكر منها الفقر والبطالة والارهاب‏.‏ ذلك أن ثورة الاتصالات جعلت العالم قرية كونية وأصبحت الهجرة من البلاد الفقيرة إلي الأكثر ثراء تحمل جهاز التعليم فيها مسئوليات كبيرة نذكر منها الاتحاد الأوروبي وأمريكا واستراليا وانعكس ذلك علي تقدم التكنولوجيا واحتياج العمال إلي تعليم متقدم وخبرات جديدة وهو ما يعني اعداد الشباب عمليا بأسلحة العلم والمعرفة بعد أن اصبحت العولمة نمطا في العلاقات الدولية‏.‏

التكنولوجيا‏:‏
ويطلق عليها الان الثورة التالية بعد الزراعة والصناعة فثورة الزراعة اجتاحت‏(10)‏ الاف عام والصناعة‏300‏ عام والتكنولوجيا‏(40)‏ عاما ولها سماتها الخاصة لأنها احدثت تغيرات كبيرة في العالم كان من نتيجتها تطوير التعليم الذي أدي إلي ظهور الروبوت وتطبيقاته في الصناعة او الطب او خدمات المنزل مما أدخل السرعة والدقة الفائقة في عالم الصناعة او عمليات جراحية معقدة يتم اجراؤها عن بعد‏.‏

ويحدث تطور سريع في تكنولوجيا الحاسوب الصغير والذي تزداد سرعته‏(4000)‏ مرة كل‏10‏ سنوات وأصبح من الممكن تخزين محتوي كتاب كامل في شريحة بحجم بطاقة‏(‏ كارت‏)‏ ائتمان وفي عالم البيولوجي تمكن العلماء من دراسة مكونات الخلايا من الجينات نباتية او حيوانية ومحاولة ايجاد علاج لبعض الأمراض المستعصية كالسرطان بواسطة استبدال الجينات مما يعرف حاليا بالعلاج الجيني‏Genetherapy‏ واكتشاف فروع علمية ديدة مثل الكيمياء الاحصائية وتكنولوجيا فائقة الصغر والذكاء الصناعي

وقد ظهر اثر ذلك في طائرات عابرات القارات أكثر أمانا وكذلك إيجاد مواد جديدة لجميع اغراض الصناعة وامكن ادخال كاميرات فائقة الصغر داخل الأوعية الدموية لإجراء جراحات دقيقة في القلب والدورة الدموية‏,‏ في مقابل ذلك يواجه المجتمع الإنساني قضايا صدام التقدم التكنولوجي مع ثقافة المجتمع وذلك في ظواهر انتشار العنف والتفكك الأسري من إنحلال اخلاقي ومن إدمان او انتحار مما يدعو إلي التعامل باتزان مع التقدم التكنولوجي في محاولة المحافظة علي سلام المجتمع البشري وادت تحديات العولمة والتكنولوجيا إلي ظهور تنافس بين مختلف دول العالم علي جودة الانتاج وأدت اتفاقية الجات إلي فتح اسواق العالم للمنافسة الحرة وانعكس ذلك علي جودة التعليم التي تصب في جودة الانتاج مما ينعكس علي توزيع البضائع ونري في الصين مثالا لهذا التطور المهم والذي أمسك بزيادة الاحتكارات الدولية والتي لها القدرة علي نشر انتاجها عبر العالم بمنافسة شرسة مع غيرها من الاحتكارات وهذه الاحتكارات تشكل تحديا لجميع دول العالم ينعكس علي نظم التعليم في كل دولة

مما يصفه خبراء الاقتصاد السياسي بأن العالم أصبح قرية كونية نظرا لتشابك الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة بين جميع دول العالم في سباق محموم نحو التميز والتقدم وقد دعا ذلك دول العالم إلي اختيار تطوير التعليم الذي يؤدي إلي رفع الانتاجية‏.‏

العامل الثاني‏:‏
الحرص علي السلام الاجتماعي واستقرار المجتمع غير ان التنافس الدولي أدي إلي امراض اجتماعية نذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر البطالة وهي نتاج للتكنولوجيا المتقدمة وآثارها الاجتماعية الضارة‏.‏

في هذا السياق بدأ النفوذ الدولي يطغي علي قرارات الدول ويظهر ذلك بوضوح في ما يفعله البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وفي معاهدة انتشار الأسلحة النووية وفي اتفاقية الجات وفي لجان حقوق الإنسان وتداعيات ذلك علي انتاجية الفرد واقتصاديات الدول‏.‏

وإلي جانب التحديات الدولية فإن مواطني كل دولة يواجهون تحديات داخلية يرجع اساسها إلي الفقر وتداعياته فظهر العنف والإدمان والإرهاب الديني واللجوء للهجرة وغيرها من آثار الحضارة والتقدم التكنولوجي والبطالة ولمقاومة هذه التحديات الداخلية تلجأ الدول إلي تحديث مناهج التربية الوطنية والدينية والرياضية لكي يري الشباب أملا في مستقبلهم بدلا من اليأس الذي يدفعهم إلي التطرف‏.‏ ونشير اخيرا إلي آثار البيئة علي حياة البشر وضرورة إدراج تلك الآثار في مناهج التعليم لكي يدرك المواطن تلك الآثار ويسهم في جعل البيئة افضل لحياة البشر وينطبق ذلك علي توجيه البحوث العلمية في هذا الاتجاه المهم‏.‏