الأولمبياد حتى دورة موسكو 1980
أحمد فاروق بي بي سي العربية |
لم تقم الأولمبياد عامي 1940 و 1944 بسبب الحرب العالمية الثانية. لندن 1948
بعد ثلاث سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، استضافت العاصمة البريطانية الأولمبياد للمرة الثانية في تاريخها.
شاركت 59 دولة وغابت ألمانيا واليابان بسبب الحرب والاتحاد السوفيتي السابق لأنه لم يكن عضوا باللجنة الأولمبية.
ولأن بريطانيا كانت مازالت تتعافى من آثار الحرب فلم تكن هناك قرية أولمبية لإيواء الرياضيين بل تم تسكينهم في الثكنات العسكرية والجامعات في لندن وضواحيها.
كما اصطحبت عدة فرق غذاءها معها خوفا من عدم كفاية الحصص الموزعة على اللاعبين.
نجمة البطولة بلا منازع كانت الهولندية فاني بلانكرز كوين التي لقبت بـ " الزوجة الطائرة" و فازت بأربع ذهبيات في سباقات العدو 100 متر و200 متر و 80 مترا حواجز وتتابع مائة متر.
وبسبب جدول المنافسات لم تشارك في نهائيات الوثب العالي والطويل.
كما برز في الجمباز الفنلندي فييكو هوتانين الذي فاز بثلاث ذهبيات وفضية وبرونزية.
وتصدرت الولايات المتحدة جدول الميداليات تلتها السويد ثم فرنسا. هلسنكي 1952
السياسة تفرض نفسها بقوة على الألعاب فالروس يعودون إلى الأولمبياد للمرة الأولى منذ عام 1912 ولكن تحت راية الاتحاد السوفيتي.
ويرفض لاعبو الاتحاد السوفيتي مع زملائهم من بقية دول المعسكر الاشتراكي الإقامة في القرية الأولمبية مع رياضيي الدول الغربية ويفضلون السكن في بيوت الطلبة.
وتتحول الألعاب لساحة مصغرة للحرب الباردة بين الاشتراكية والراسمالية فأي نصر في لعبة يفسره كل جانب على أنه تفوق لنظامه.
نجم الدورة إميل زاتوبيك كان ضابطا في جيش تشيكوسلوفاكيا وفرض نفسه في منافسات ألعاب القوى ليحرز ذهبيات خمسة آلاف وعشرة آلاف متر عدو والماراثون ليلقب بالقطار التشيكي السريع.
وشهدت هلسنكي نهاية درامية للهولندية فاني بلانكرز كوين ففي نهائي 80 مترا حواجز تعثرت وسقطت على الأرض وغادرت المضمار وهي تبكي، ولم تشارك الزوجة الطائرة بعد ذلك في أي منافسات.
وفرض لاعبو ولاعبات الاتحاد السوفيتي أنفسهم في الجمباز وأحرزت ماريا جوروغوفسكايا ذهبيتين وخمس فضيات مسجلة أكبر عدد من الميداليات للاعبة في جمباز الأولمبياد. ملبورن 1956
أول دورة تقام في قارة جنوب خط الإستواء، ومن العقبات التي واجهتها إجراءات الحجر الصحي التي تطبقها الحكومة الأسترالية وهو ما تسبب في اقامة مسابقات الفروسية في ستوكهولم بالسويد في يونيو/ حزيران.
وواجه الرياضيون خاصة القادمين من أوروبا مشكلة التأقلم مع المناخ في أستراليا ، كما تراجع عدد المشاركين بسبب ارتفاع تكاليف السفر.
وبسبب حرب السويس عام 1956 لم تشارك مصر وتضامن معها لبنان، وقاطعت إسبانيا وهولندا وسويسرا وليختينشتاين الألعاب احتجاجا على الاجتياح السوفيتي للمجر.
وقد كان هذا الاجتياح سببا في إلغاء مباراة الاتحاد السوفيتي والمجر في كرة الماء بسبب سوء السلوك من اللاعبين نتيجة الازمة .
ولكن بصفة عامة استمر تفوق الاتحاد السوفيتي في الجمباز حيث فازت لاريسا لاتينينا بأربع ذهبيات وفضية وبرونزية.
وفي ألعاب القوى حصلت الأسترالية بيتي كوثبيرت في سباقات العدو مائة ومائتي متر وتتابع المائة متر أربع مرات.
وقد اعتزل إميل زاتوبيك بعد حلوله سادسا في سباق الماراثون ، كما توج السوفيتي فلادييمر كوتس بذهبيتي خمسة آلاف وعشرة آلاف متر عدوا. روما 1960
أول دورة اولمبية تشهد تغطية تلفزيونية عالمية لحفل الافتتاح امام اعين نحو مائة ألف متفرج في الاستاد الأولمبي بالعاصمة الإيطالية.
وبعد منافسة شرسة مع الولايات المتحدة تصدر الاتحاد السوفيتي جدول الميداليات برصيد 42 ذهبية.
لكن العداءة الأمريكية ويلما رودلف سرقت الأضواء في روما بفوزها بثلاث ذهبيات في سباقات العدو مائة ومائتي متر والتتابع مائة متر أربع مرات.
ولم يكون الفوز والتقدير لويلما بسبب التتويج فقط ولكن لأنها كانت تعاني من آثار الإصابة بشلل الأطفال.
وبدأ العدائون الإثيوبيون في إثبات وجودهم بسباقات المسافات الطويلة وفاز أبيبي بيكيلا بذهبية الماراثون وهو يعدو حافيا.
في منافسات السباحة شهدت جميع السباقات تقريبا تحطيم الأرقام القياسية الأولمبية، واكتسح السباحون الأستراليون والأمريكيون ذهبيات السباحة وكانت ذهبية واحدة فقط من نصيب البريطانية أنيتا لونسبرو في مائتي متر صدر. طوكيو 1964
ثلاثة مليارات دولار أنفقتها اليابان على المنشآت الرياضية وتطوير وسائل النقل كي تكون العاصمة اليابانية في أبهى صورها لاستضافة الأولمبياد.
وبسبب نظام الفصل العنصري لم توجه الدعوة لجنوب أفريقيا لحضور الأولمبياد، كما حرمت كل من اندونيسيا وكوريا الشمالية من المشاركة في البطولة ولكن في الإجمالي وصل عدد الدول المشاركة إلى 93 .
دخلت الكرة الطائرة والجودو للمرة الولى في الألعاب الأولمبية وكانت أول ذهبية في الجودو للهولندي أنطونيوس جيسينك.
الإثيوبي أبيبي بيكيلا حافظ على لقبه الأوليمبي في الماراثون ولكن هذه المرة بحذاء رياضي وقد شارك في السباق بعد ستة أسابيع فقط من إجراء جراحة الزائدة الدودية.