هل هو غصن زيتون يمده نجاد إلى أمريكا؟

هل هو غصن زيتون يمده نجاد إلى أمريكا؟

تقرير جون لين بي بي سي - طهران

يبدو أن كبار المسؤولين الإيرانيين قد اصطفوا فيما يشبه المنافسة لاثبات مدى معارضتهم للنازية وإسرائيل.
ومن المسلم به في الدوائر الرسمية الإيرانية أن النازية شر، وربما مصدر كل الشر في العالم، وكان الرئيس محمود أحمدي نجاد قد تحدث علانية في خطبه حول هذا الأمر.
وكانت كلمات نجاد حول "محو إسرائيل من الخارطة" واحدة من الإشارات الأولى على أن فترته الرئاسية ستكون واحدة من أكثر الفترات إثارة للجدل، على الرغم من أن دقة ترجمة هذه الكلمات لا زالت محل جدل.
لكن الحدث الأكثر غرابة هو تصريح لأحد المسؤولين الإيرانيين المقربين من نجاد حول العلاقة مع الإسرائيليين وليس إسرائيل.
ففي يوليو الماضي قال نائب الرئيس الإيراني المسؤول عن شؤون السياحة اسفنديار رحيم مشاعي إن الإيرانيين أصدقاء للشعب الاسرائيلي على الرغم من النزاع بين الحكومتين.
وأضاف مشاعي وفقاً لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية "الإيرانيون اليوم أصدقاء للإسرائيليين والأمريكيين، لا توجد أمة عدوة لنا في العالم" نجاد يؤيد
وتبدو هذه العبارات مشابهة للكلمات التقليدية التي ترد من وزارة الخارجية الأمريكية "نحن لسنا أعداء لمواطني الدولة الفلانية، نحن أعداء فقط لقادتهم".
لكن في ظل الوضع الحالي في إيران فإن أقل إشارة إلى أن كل شيء يتعلق بإسرائيل ليس شراً مطلقاً تثير عاصفة من الاحتجاجات في الخطب الدينية والصحف والبرلمان، لكن مشاعي لم يتنازل عما قال.
وفي مؤتمر صحفي الثلاثاء أيد نجاد تصريحات مشاعي، بينما كان يلقي كلمة مطولة حول "قادة الصهيونية".
وقال نجاد في كلمته إن "حفنة من الصهاينة" -حوالي ألفين- يسيطرون على مراكز القوة في الغرب، وأضاف أنهم "كفرة" يرغبون في نهب ثروات الأمم"
وقال نجاد إن العديد ممن يعيشون في إسرائيل اليوم قد خدعتهم هذه الحفنة للمجيء إلى هذا البلد، وقد آن الأوان لفتح الأبواب لهم للعودة إلى بلادهم.
وقال نجاد إنه يتعاطف مع هؤلاء "المخدوعين" مثلما "يشفق" على الرئيس بوش "الذي كان يمكن أن يكون شخصاً أفضل على الرغم من جرائمه التي لا تعد". خامنئي يرفض
لكن صدر انتقاد سريع من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الذي قال في خطبة الجمعة وبكل وضوح إنه لا يتعاطف مع الإسرائيليين.
وأضاف خامنئي في الخطبة "من هم الإسرائيليون؟ ... إنهم مسؤولون عن اغتصاب البيوت، الأرض، المزارع، ...إنهم محاربون تحت تصرف الصهاينة".
وبعد الخطبة أعلن مشاعي ولاءه للقائد الأعلى للثورة، لكنه لم يتراجع عن تصريحاته حول العلاقة بين الشعبين.
لكن على الرغم من ذلك، هناك العديد من المؤشرات على أن مشاعي يتحدث بموافقة وربما بتشجيع من نجاد، فالرجلان صديقان مقربان منذ أن عملا معاً في الحرس الثوري، وهما مرتبطان بعلاقة نسب؛ فابنة مشاعي متزوجة من بن نجاد. مبادرة سلام، ربما
ويقول الصحفي علي بهلوان إن من الممكن أن يكون مشاعي قد استخدم كناطق بلسان نجاد حتي يدعم فكرته في محو إسرائيل من الخارطة، ولكن كيف؟
يرى بهلوان إن نجاد يحاول أن يظهر أن رغبة إيران ليست محو الإسرائيليين من الخارطة فيما يشبه الإبادة الجماعية، بل فقط انهاء دولة إسرائيل كما تفكك الاتحاد السوفيتي.
بل إن هناك توقعات حتى بأن تكون هذه التصريحات مقدمة لمبادرة سلام من الرئيس نجاد إلى الولايات المتحدة.
يالها من فكرة ماكرة، مباشرة قبل توجه نجاد إلى نيويورك للاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة.
ومن المؤكد أن نجاد يعتقد أن السياسة الإيرانية الأفضل هي التفاوض مباشرة مع الأمريكيين، وليس كما يعتقد البعض في إيران من خلال توسيط أوروبا للتفاوض مع واشنطن.
لكن إذا كانت هذه مبادرة سلام، فإنها لا شك مضللة إلى حد بعيد، حتى بالمقاييس الغريبة لحكومة نجاد، فأن تتهم شريكك المفترض في المفاوضات بأنه في يد حفنة من "الصهاينة الأشرار الكفرة" هي فكرة غير مشجعة للمفاوضات.
وكذلك لا يبدو أن طهران مستعدة للمساومة في أكثر الملفات حساسية على الطاولة وهو ملفها النووي.
موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7630000/7630120.stm

منشور 2008/09/22 18:37:10 GMT