Admin Admin
عدد المساهمات : 5215 تاريخ التسجيل : 29/09/2008
| موضوع: من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟ الجمعة ديسمبر 12, 2008 11:19 pm | |
| [size=18] [b]من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟
عرض/بدر محمد بدر هذا الكتاب هو أحدث ما صدر من مؤلفات المفكر الموسوعي الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري, الذي كتب مقدمته قبل أشهر قليلة من وفاته في يوليو/تموز الماضي, وفيه يكشف عن أزمة تعريف: من هو اليهودي؟ وما هي اليهودية؟ وبالتالي فقدان الأساس "الديني" لدولة "إسرائيل", وانهيار شعار "يهودية" الدولة, الذي طرح في الآونة الأخيرة. ويتكون الكتاب من ثلاثة أبواب وأحد عشر فصلاً ومقدمة أشار فيها المؤلف إلى أن قضية تعريف من هو اليهودي, ليست دينية أو سياسية وحسب, بل قضية مصيرية تنصرف إلى رؤية العالم والذات, وإلى الأساس الذي يستند إليه تضامن المجتمع الصهيوني, وإلى مصادر شرعيته. والفشل في تعريف "اليهودي" يضعف من مقدرة إسرائيل التعبوية, بل يضرب أسطورة الشرعية الصهيونية في الصميم, والمثير -كما يقول المؤلف- أن الصهاينة يدركون هذا تمام الإدراك, ومن هنا يأتي إصرارهم على ما يسمونه "تهويد" كل شيء في فلسطين: التاريخ والآثار وأسماء القرى والمدن والبلدات, بل تزيد الشهية وتتسع الشهوة فيسمون أراضي الضفة الغربية وغزة "يهودا والسامرة"! الدعم الأميركي والغياب العربي ويقول المؤلف إن هناك من يتصور أن أزمة "التجمع" الصهيوني في تنوعها واحتدامها وتصاعدها, ستؤدي إلى انهياره من الداخل, بل يتصورون أنني أبشر بهذا "الوهم", وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة, فأنا أذهب إلى أن المجتمع الصهيوني لن ينهار من الداخل؛ لأن مقومات حياته ليست من داخله وإنما من خارجه, إذ يوجد عنصران يضمنان استمراره, رغم كل ما يعتمل داخله من تناقضات وهما: الدعم الأميركي والغياب العربي. وفي الباب الأول يتحدث الدكتور المسيري عن "تنوع الهويات اليهودية" وعدم وجود هوية يهودية واحدة, فهناك ثلاث جماعات يهودية أساسية, يؤمن أعضاؤها باليهودية الحاخامية وهي: السفارد والإشكناز والإسرائيليون. وتوجد عشرات من الجماعات الصغيرة الهامشية تؤمن بأشكال مختلفة من اليهودية بدرجات متفاوتة. ورغم تنوع هويات أعضاء الجماعات اليهودية, يدعى الصهاينة أن ثمة "وحدة يهودية عالمية", وهو تصور أبعد ما يكون عن واقع أعضاء الجماعات اليهودية. فمثلاً من الجماعات اليهودية الهامشية توجد أنواع أربعة في الهند, لا تنتمي إلى أي من الكتل الثلاث الرئيسية, كما أن جماعة يهود الصين تختلف عن جماعات الهند, وفي القوقاز هناك يهود جورجيا ويهود بخاري ويهود الجبال, وهناك "اليهود السود" ومنهم الفلاشا والعبرانيون السود, والنوع الأول يعيش في إثيوبيا, أما العبرانيون فيعيشون في أميركا.وهناك أيضا جماعات سوداء يهودية في غرب أفريقيا, بالإضافة إلى اليهود المستعربة, الذين عاشوا في البلاد العربية وأصبحوا عربًا, وهناك السامريون الذين يعيشون في نابلس الآن, وهناك أيضا القراؤون, ويهود الدونمة, ويهود شبه جزيرة القرم واليهود الأكراد, واليهود الإيرانيون وغيرهم كثير وكثير, مما لا يمكن معه القول بوجود "وحدة يهودية عالمية", حيث إن هؤلاء لا يختلفون عن أهل المناطق التي يعيشون فيها, فاليهودي العربي مثلاً يتكلم العربية وهو جزء من الثقافة والحضارة والسلوك في المنطقة, وهكذا. ثلاثة أقسام
" الهوية اليهودية الآن في العالم تنقسم إلى ثلاثة أقسام أساسية هي: خارج فلسطين وهي هوية ذات ملامح يهودية عرقية أو دينية, وداخل فلسطين وهي هوية جديدة تمامًا لا علاقة لها بكل الهويات السابقة, ويهود متدينون (أرثوذكس) وهم أقلية صغيرة خارج "إسرائيل" وأقلية كبيرة داخلها " |
ويقسم الكتاب الهوية اليهودية الآن في العالم إلى ثلاثة أقسام أساسية هي:
1- خارج فلسطين المحتلة: وهي هوية ذات ملامح يهودية عرقية أو دينية, والبعد اليهودي فيها هامشي باهت, لا يؤثر كثيرًا في سلوك أعضاء الجماعات اليهودية. 2- داخل فلسطين المحتلة: وهي هوية جديدة تمامًا لا علاقة لها بكل الهويات السابقة, وهي جيل "الصابرا", ويتنبأ الدارسون بأن هؤلاء "الصابرا" (وتعني الجيل الذي نشأ في فلسطين المحتلة ولم يأت من الخارج والاسم مشتق من نبات الصبار ومن الصبر) سيكونون أغيارًا (هو الاسم الذي يطلقه اليهود على غيرهم) يتحدثون العبرية, لا تربطهم بأعضاء الجماعات اليهودية في العالم سوى روابط واهية, لا تختلف كثيرًا عن روابط اليونانيين المحدثين بالإغريق القدامى.3 - يهود متدينون (أرثوذكس): وهم أقلية صغيرة خارج "إسرائيل" وأقلية كبيرة داخلها. ويتناول الباب الثاني تواريخ وثقافات وفنون الجماعات اليهودية, ليؤكد أنه ليس هناك تاريخ يهودي واحد, ولا ثقافة ولا فنون واحدة, بل تاريخ وثقافة وفن مختلف لدى كل جماعة يهودية, يرتبط بالبيئة والحضارة التي عاشت فيها. فالعقيدة اليهودية في الصين مثلاً اكتسبت مضمونًا صينيًّا صريحًا, وفي الهند تأثرت اليهودية بنظام الطوائف المغلقة, وبالعديد من الشعائر الخاصة بالطهارة والنجاسة تحت تأثير الهندوكية, أما في إثيوبيا فقد تأثرت اليهودية هناك بكل من المسيحية والإسلام.وفي المحيط الإسلامي قام موسى بن ميمون بتطوير عناصر التوحيد في اليهودية وأكدها, بل وحاول ابنه من بعده إضفاء الطابع الإسلامي على اليهودية, كما تأثرت اليهودية في المحيط السلافي الفلاحي بالمسيحيين الأرثوذكس, وهكذا كل يهودية تستمد خصوصيتها من محيطها الديني. وفي العصر الحديث انقسمت اليهودية إلى فرق منها: الإصلاحية والمحافظة والتجديدية والأرثوذكسية والأرثوذكسية الجديدة واليهودية الإنسانية أو العلمانية, وهي يهودية اليهودي الذي لا يؤمن بالله أو اليوم الآخر أو الشريعة اليهودية, وكذلك اليهودية الإثنية التي تتمثل في بعض الشعائر والعادات التي لا تعبر عن إيمان ديني, بل شكل أشكال الفلكلور الذي يرفع الروح المعنوية, وهي لا تختلف كثيرًا عن اليهودية الإلحادية! ويستفيض المؤلف في التأكيد على أنه ليس هناك تاريخ يهودي أو ثقافة أو فن أو أدب يهودي, وليس هناك عبقرية يهودية أو عرقية أو شعب يهودي واحد, بل هناك تواريخ وثقافات وشعوب وفنون حسب البيئة التي يوجد فيها هؤلاء. سؤال الهوية
" أعضاء الجماعات اليهودية المنتشرة في أنحاء العالم لا يبحثون عن أرض أو وطن, وإنما يندمجون في المجتمعات التي يعيشون فيها, ولذا تصر جامعة بار إيلان في إسرائيل على ضرورة عقد مؤتمر دولي حول موضوع الاندماج, باعتبار أنه يشكل خطورة حقيقية على الصهيونية " |
وفي الباب الثالث والأخير يتحدث المؤلف عن سؤال الهوية وأزمة المجتمع الصهيوني, ويشير إلى أن الأرقام الواردة في كل الإحصائيات تبين أن 58% مما يسمى بـ"الشعب اليهودي", الذي يدعى الصهاينة أنه في حالة شوق دائم للعودة إلى أرض الميعاد, لا تزال تعيش في "المنفى" بكامل إرادتها, ولا يوجد سوى 42% منه ( أي 4.9 ملايين نسمة) في إسرائيل. وهذا يعني أن أعضاء الجماعات اليهودية المنتشرة في أنحاء العالم لا يبحثون عن أرض أو وطن, وإنما يندمجون في المجتمعات التي يعيشون بين ظهرانيها, ولذا تصر جامعة بار إيلان في إسرائيل على ضرورة عقد مؤتمر دولي حول موضوع الاندماج, باعتبار أنه يشكل خطورة حقيقية على الصهيونية؛ لأنها -كما قال أي. أف. ستون المفكر اليهودي الأميركي "تعيش على الكوارث التي تحيق باليهود, وبدون كوارث لا يمكن أن تقوم لها قائمة"! لقد بلغ عدد اليهود عام 1967 ثلاثة عشر مليونًا وثمانمائة ألف نسمة, وفي عام 1982 بلغ اثني عشر مليونًا وتسعمائة ألف نسمة, أي أن عدد اليهود في العالم نقص بنحو مليون في تلك الفترة دون إبادة بل من خلال تناقص طبيعي, ويبلغ عدد اليهود حاليا (2008) حوالي ثلاثة عشر مليونًا فقط, ومن المتوقع حسب معهد اليهودية المعاصرة التابع للجامعة العبرية في القدس, أن يزيد عددهم بنحو أربعمائة ألف نسمة عام 2010. وثمة خوف عميق لدى المستوطن الصهيوني من تزايد السكان العرب في فلسطين المحتلة بحيث يزيد عن عدد المستوطنين الصهاينة, فتفقد الدولة هويتها اليهودية, وهو ما يسمى بالهاجس الديمغرافي, الذي يزيد من تعميق حدة الخلاف بخصوص سؤال الهوية, فالصهاينة المتدينون يرفضون التهاون بيهودية الدولة. أما الصهاينة العلمانيون فالعنصر الديمغرافي يأتي في المرتبة الأولى على حساب العنصر الديني, ولذا فلا مانع عندهم من التهاون بتعريف من هو اليهودي، لأنهم يعلمون تمام العلم أن الدولة الصهيونية دولة وظيفية أوكلت إليها وظيفة حماية المصالح الغربية. ولكي تقوم بهذه الوظيفة فإنها تحتاج لـ"مادة" بشرية, لتقوم بملء المستوطنات والحرب ضد السكان الأصليين من الفلسطينيين والبطش بهم لإخضاعهم, وبالتالي فالبعد السكاني في نظرهم مهم للغاية. أزمة لن تحسم
| |
|