صاروخ إسرائيلي أباد عائلة الداية في ليلة حالكة بغزة
|
عائلة الداية وعوائل أخرى في غزة وشمالها تعرضت لإبادة حقيقية (الفرنسية)
|
ليلة الاثنين الماضي كانت مختلفة تماما عن كل الليالي التي سبقتها بالنسبة إلى عائلة الداية القاطنة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة
غزة. ففي غضون لحظات وقبل أن ينبلج فجر الثلاثاء, أبيد الرجال والنساء والأطفال بقصف إسرائيلي, وكان مصير هذه العائلة ذات المصير الذي واجهته عوائل فلسطينية أخرى.
كان رب العائلة الحاج فايز مصباح الداية البالغ من العمر 65 عاما يخشى تعرض الأسرة لمجزرة محتملة, فالحي كان يتعرض لقصف إسرائيلي مكثف من الجو والبر. ودفعته خشيته إلى جمع زوجته وأبنائه وأحفاده في الطابق الأول من منزلهم المكوّن من أربعة طوابق.
وما هي إلا لحظات حتى ابتلعت الأرض النصف الأول من عمارة الحاج مصباح الداية. فُجع السكان صباح الثلاثاء بالمشهد وكأن زلزالا ضرب دار آل الداية المؤلفة من 25 فردا فحولها إلى كومة من الحجارة.
كلهم استشهدوا
دفنت العائلة بالكامل تحت أنقاض المبنى السكني الذي ضربته طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ أو قنبلة ثقيلة وحولته إلى أثر بعد عين. وتتكون هذه العائلة من الحاج فايز وزوجته ختام البالغة من العمر ستين عاما وأبنائه وزوجاتهم وبناته وأحفاده وعددهم 16 طفلا أصغرهم رضيع لم يتجاوز ستة أشهر.
وبينما اتضح هول الفاجعة الجديدة حاولت أفرقة الإنقاذ والجيران على مدى ساعات طويلة الثلاثاء انتشال الناجين المحتملين من هذه العائلة دون جدوى، فالوسائل بدائية والمنطقة مهددة بالهجمات الإسرائيلية المتعاقبة.
وظلت تلك الأفرقة تواصل محاولاتها العسيرة لكن استحال العثور على أي من أفراد العائلة حيا, فالكل انتُشلوا واحدا بعد آخر من تحت الأنقاض أجسادا ممزقة وأشلاء مقطعة.
وحان الموعد الذي لا مفرّ منه مع ثلاجات الموتى المكتظة بأجساد الشهداء في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة. وكان التعرف على أفراد هذه العائلة الفلسطينية صعبا للغاية حتى من قبل ذويهم وأقاربهم.
وبعد عوائل بعلوشة في مخيم جباليا وبكر في شرق غزة وأبو عيشة في مخيم الشاطئ ثم السموني في حي الزيتون، جاء الدورعلى عائلة الداية التي قد لا تكون الأخيرة على لائحة العوائل الفلسطينية التي تتعرض للإبادة.