أولمرت يعلن وقف إطلاق النار دون انسحاب من غزة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي
إيهود أولمرت وقفا أحادي الجانب لإطلاق النار في
قطاع غزة دون انسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من المواقع التي احتلتها بعد مضي 22 يوما على الحرب التي أوقعت حتى الآن أكثر من 1200 شهيد و5300 جريح.
وقال أولمرت في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب مع وزير الدفاع إيهود باراك إن وقف إطلاق النار سيسري اعتبارا من الساعة الثانية بعد منتصف هذه الليلة، مشيرا إلى أن القوات الإسرائيلية ستواصل رغم ذلك الانتشار داخل قطاع غزة وفي محيطها.
وحذر أولمرت من أن إسرائيل ستكون مستعدة لعملياتها والرد بقوة في حال تعرضت لهجمات، موضحا أن حركة حماس ليست جزءا من هذا التفاهم.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن العملية العسكرية في قطاع غزة حققت أهدافها كاملة وربما أكثر، مشيرا إلى أن حركة حماس تلقت ما وصفها ضربة قاسية لفترة طويلة، وأوضح أن كافة المناطق التي تطلق منها الصواريخ باتت تحت سيطرة القوات الإسرائيلية، وتم تدمير كثير من مخازن السلاح وممرات تهريبها.
ولم ينس أولمرت أن يشير إلى أن الترتيبات الأمنية تضمن إضعاف حماس وفق تفاهمات تبلورت مع مصر تؤدي إلى تقليص تهريب السلاح، إضافة إلى الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة.
وجاء هذا الإعلان بعد تصويت المجلس الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية على القرار في اجتماع عقده مساء السبت في تل أبيب عقب اجتماع وزير الدفاع
إيهود باراك بالقادة العسكريين والاستماع إلى المفاوض الإسرائيلي عاموس جلعاد من تفسيرات وإيضاحات إزاء رد حركة حماس بخصوص المبادرة المصرية.
وسبق هذا الإجراء بساعات إعلان باراك أن إسرائيل تقترب جدا من تحقيق أهداف هجومها على قطاع غزة، واستكمال هذه الغايات عبر ما وصفها اتفاقيات سياسية، في إشارة إلى مذكرة التفاهم الموقعة مع الولايات المتحدة لمنع تهريب السلاح إلى غزة والمبادرة المصرية.
وكان مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري أشار إلى أن بدء ما سماه الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع بعد أيام رهن بوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية بشكل تام.
وفي السياق نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن إسرائيل ستبقي قواتها في غزة لبضعة أيام إضافية بعد الإعلان عن وقف عملياتها العسكرية في القطاع وسترد إذا تعرضت لهجوم.
وفي السياق دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسرائيل أن يترافق وقفها لإطلاق النار من جانب واحد مع جدول زمني لسحب قواتها من غزة.
مواصلة القتال
من جانبها تعهدت حركة المقاومة الإسلامية
(حماس) بمواصلة القتال في غزة حتى تحقيق أهداف المقاومة المتمثلة بوقف العدوان والانسحاب ورفع الحصار وفتح المعابر.
وأكد ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان في كلمة أمام منتدى بيروت العالمي للمقاومة السبت أن ميدان القتال هو الذي سيحسم المعركة في غزة.
واعتبر الحديث الإسرائيلي عن وقف النار من جانب واحد، تجاوزا لدور أطراف بالمنطقة "وإنهاء لمكانتهم بالمنطقة وتضييع للفرصة عليهم بأن يكون لهم دور، ولذلك أدعوهم أن يعيدوا النظر في مواقفهم وأن ينحازوا للمقاومة قبل فوات الأوان".
|
إسرائيل ستبقي قواتها في مواقعها التي احتلتها بقطاع غزة (الفرنسية-أرشيف) |
تعهدات
وبحسب ما تناقلته مصادر دبلوماسية فإن إعلان تل أبيب وقف النار من جانب واحد يأتي بعد حصولها على تعهدات بأن تقوم مصر بإغلاق الأنفاق التي يتم من خلالها تهريب السلاح إلى غزة، مع موافقة الولايات المتحدة على توفير التقنية اللازمة لرصد وتدمير هذه الأنفاق قبل فتح المعابر والحدود.
ووفقا لمسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه، سيبقى الجيش داخل القطاع فترة غير محددة يفترض أن تلتزم حماس والفصائل الأخرى خلالها بوقف إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، مع التهديد بمعاودة العمليات العسكرية إذا لم تتقيد بذلك.
غير أن مصادر إعلامية أخرى ذكرت أن العمليات القتالية ستتوقف لكن دون انسحاب الغزاة، مع بقاء المعابر مغلقة إلى حين التوصل إلى ترتيبات دولية تمنع حماس من إعادة تسليح نفسها.
ويأتي هذا الموقف بعدما أعلن مكتب أولمرت أن تقدما هاما طرأ على المفاوضات بما يلبي الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار.