اغتصاب أميركيين لفتاة عراقية يتفاعل وكشف تفاصيل جديدة |
تفاصيل الانتهاكات الأميركية في العراق تتكشف واحدة تلو الأخرى (رويترز-أرشيف) |
استنكرت هيئة علماء المسلمين "جريمة اغتصاب فتاة عراقية" من قبل جنود أميركيين ثم قتلها مع ثلاثة من أفراد أسرتها في المحمودية جنوب بغداد في 12 مارس/ آذار الماضي في أحدث
الانتهاكات الأميركية في العراق.
وقالت الهيئة في بيان لها إن "الممارسات الدنيئة لقوات الاحتلال تبين حقيقة الوجه الأميركي القبيح". ودعت جميع المنظمات الإنسانية إلى الوقوف بوجه "البطش الأميركي الذي تجاوز كل الحدود".
كان الجيش الأميركي أعلن الجمعة الماضي أنه فتح تحقيقا في الواقعة. وأشار مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن الشبهات تنحصر في جنديين من الفوج 502 ربما يكونان اغتصبا الفتاة ثم قام أحدهما بقتلها مع ثلاثة من أفراد أسرتها بينهم طفل.
وذكر مصدر أميركي مقرب من التحقيقات أن الجنود خططوا لجريمتهم لمدة أسبوع، واستخدموا مواد إشعال في حرق جثة المرأة في محاولة لإخفاء الجريمة.
ووصف المصدر ما جرى بأنه جريمة انتهاز الفرصة، فالجنود رأوا على الأرجح المرأة خلال إحدى الدوريات وبدؤوا التخطيط لاغتصابها. وقد اعترف أحدهم بالفعل بأنه شارك بالجريمة، لكن لم يفصح عن اسمه في انتظار انتهاء التحقيقات.
وقد تضاربت الروايات الأميركية بشأن عدد الجنود المتورطين، فقد ذكر مسؤول أنهم أربعة على الأقل. وأفادت أنباء أخرى بأنهم خمسة تم تسريح أحدهم من الخدمة لاتهامات غير مرتبطة بما جرى بالمحمودية.
تفاصيل جديدة
|
النساء والأطفال هم أغلب الضحايا (الفرنسية-أرشيف) |
وكشفت صحيفة واشنطن بوست الصادرة اليوم تفاصيل جديدة تتعلق بحادث اغتصاب الفتاة العراقية التي نسبت وقتها لمسلحين. ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية المحمودية ومسؤول في مستشفى البلدة لم تذكر اسمه وجيران الضحايا أن الفتاة تدعى "عبير قاسم حمزة" تبلغ من العمر 15 عاما.
وِأشار رئيس البلدية إلى أن الفتاة شكت من مضايقة الجنود الأميركيين لها قبل أن تقتل مع والديها وشقيقتها الصغرى البالغة من العمر سبعة أعوام.
ونقلت الصحيفة عن عمر جنابي الذي قال إنه من جيران الأسرة قوله إن والدة عبير أبلغته في العاشر من مارس/ آذار قبل يومين من الحادث بأن الفتاة شكت مرارا من أن جنودا أميركيين في نقطة تفتيش مجاورة يضايقونها.
وأضاف أنه كان من ضمن أول من وصل إلى منزل الأسرة بعد الهجوم، مشيرا إلى أنه وجد عبير قتيلة في ركن بالمنزل وقد احترق شعرها ووسادة بالقرب منها كما كان رداؤها مرفوعا حتى رقبتها.
وذكرت الصحيفة أن شهادات الوفاة التي أصدرها مستشفى المحمودية قالت إن ضحايا الحادث هم عبير قاسم حمزة (15 عاما) التي قتلت برصاصة في رأسها وحرقا ووالدتها فخرية طه محسن (34 عاما) التي قتلت بطلقات في رأسها والوالد قاسم حمزة رحيم (45 عاما) الذي تهشم رأسه بالرصاص وهديل قاسم حمزة (سبع سنوات).
وقال مسؤول عسكري أميركي في بغداد لوكالة رويترز إن تفاصيل الحادث الذي وصفه جيران الضحايا يتناقض مع الوثائق الأميركية في التحقيق الذي أجري منذ عشرة أيام مع ثلاثة جنود على الأقل. مشيرا إلى أن المسؤولين الأميركيين يقولون إن عمر ضحية الاغتصاب 20 عاما.
انتهاكات متجددةويعد حادث اغتصاب الفتاة الأول من نوعه الذي يكشف عنه، يُذكر أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي نفذ جنود أميركيون ببلدة حديثة غرب بغداد مجزرة أودت بحياة 24 مدنيا عراقيا، وزعموا أنهم قتلوا بانفجار قنبلة أودت أيضا بحياة جندي أميركي.
لكن تقريرا صحفيا في فبراير/ شباط فند مزاعم الأميركيين بشأن المجزرة. ومن المنتظر توجيه اتهامات قريبا في القضية، وسط وعود بعقاب المتورطين.
وفي الأسبوع الماضي اتهم 12 جنديا أميركيا بقتل مدنيين عراقيين بحادثين منفصلين، واتهم آخر بالقتل دون سابق إصرار في واقعة ثالثة.
ويقول مراقبون إن مثل هذه الجرائم تصب مزيدا من الزيت على الغضب الشعبي العراقي، تجاه القوات الأميركية التي ترفع شعار تحرير العراقيين من "دكتاتورية صدام" بعد أن سقطت مزاعم الأسلحة المحظورة