وفي معرض تقديمه لمقابلته مع الحاج، يقدم لنا فيسك وصفا لحال السجين السابق الذي "أطل علي وهو يتوكأ على عكازه الفولاذي في فندق في بلدة ليهامر النروجية، حيث ينظر إليه على أنه شخصية تتجسد فيها معاني الكرامة والوقار ممزوجة بمشاعر الخزي والعار في الوقت ذاته." أسف أمريكي
يروي الحاج أيضا كيف أن الأمريكين جاؤوه إليه ذات يوم قُبيل إطلاق سراحه، بعد مضي ست سنوات على سجنه دون محاكمة أو توجيه اتهام رسمي ضده، ليقولوا له إنهم "أسفون".
ويصف أيضا معاناته في أعقاب عمليات الضرب المبرح التي كان يتعرض لها على أيدي سجانيه وقسرهم له على تناول طعامه وإذلالهم له ومشاق جلسات التحقيق التي كان يخضع لها من قبل ضباط استخبارات أمريكيين وبريطانيين وكنديين.
| في الحرب، يمكن أن أُصاب بجروح وأموت أو أنجو. لكن، إن عملت معكم، فإن القاعدة ستقوم بقتلي. وإن لم أعمل، فستقومون أنتم بتصفيتي سامي الحاج، مصور صحفي في قناة الجزيرة الفضائية ومعتقل سابق في جوانتانامو |
كما يتحدث الحاج أيضا عن آماله بأن يتمكن ذات يوم من العودة للمشي بدون الاضطرار للاستعانة بعكازه.
ويعيد المصور التلفزيوني، البالغ من العمر 38 عاما، رسم تفاصيل تنقله بين سجون ثلاثة على مدى ستة أعوام ونصف هي فترة اعتقاله بتهمة "الإرهاب".
ويعود الحاج بذاكرته ليسترجع تفاصيل لحظة اعتقاله عندما كان متوجها من العاصمة الباكستانية إسلام آباد إلى مدينة قندهار، إذ يقول: توصية بالاعتقال
"لقد قال لي (الضابط الذي اعتقلني) إن لديه ورقة من المخابرات الباكستانية توصي باعتقالي. لقد نطق اسمي بشكل خاطئ، كما أخطأ بقراءة رقم جواز سفري وتاريخ ميلادي أيضا، فقال إنني من مواليد عام 1964، بينما أنا في الواقع مولود عام 1969."
وأضاف قائلا: "قلت للضابط حينها إنني قمت بتجديد جواز سفري في إسلام آباد، وسألته إن كنت فعلا مطلوبا للعدالة، فلماذا لم يعتقلونني هناك؟"
ويصف فيسك أيضا كيف أن الحاج يتحدث ببطء وحذر شديدين، وكيف أنه ينظر إلى كل لحظة معاناة وعذاب تعرض إليها شخصيا في السجن على أنها بالنسبة على قدر مساو من الأهمية بلحظات وصنوف العذاب التي ذاق طعمها أيضا من كانوا معه في السجن. حر طليق
يقول فيسك إن الحاج مازال غير مصدق أنه بات حرا طليقا وقادرا على حضور مؤتمر في النروج وأنه أصبح بإمكانه العودة لممارسة عمله الحالي كمعد للأخبار في قناة الجزيرة الفضائية القطرية.
كما يعجر أيضا استيعاب حقيقة أن بإمكانه الآن العيش مرة أخرى مع زوجته الأذرية أسماء وابنهما محمد الذي يبلغ من العمر ثمانية أعوام الآن، فمحمد هذا لم لم يكن يبلغ من العمر سوى أربعة عشر شهرا عندما غاب أبوه واختفى في دهاليز سجون أمريكا السرية في ذلك اليوم المظلم من عام 2001.
ومن أفظع حلقات المعاناة التي يوردها الحاج في حديثه مع فيسك تلك التي يقدم فيها تفاصيل الأيام الـ 480 التي أمضاها مضربا عن الطعام في المعتقل وكيف أن حالته الصحية تدهورت وازدادت سوءا وترديا في نهاية تلك المدة إلى درجة أنه بدأ ينزف دما من شرجه، وعندها فقط قرر المحققون إطلاق سراحه.
وعن تلك اللحظة يقول الحاج: "كان هناك محققون جدد، لكنهم حاولوا معي مرة أخرى. قالوا لي: هل ستعمل معنا؟ قلت لهم: لا." "شكرا على استضافتكم لي"
| سأختصر فترتي ولايته (بوش) في الرئاسة بأربعة كلمات: النقمة من بعد النعمة تيموثي جارتون آش في الجارديان |
ويضيف قائلا: "لكني شكرتهم على سنوات استضافتهم لي وعلى إعطائي الفرصة على العيش بينهم كصحفي. وقلت لهم إن تلك هي الطريقة التي سأتمكن من خلالها من تصوير الحقيقة للعالم بأسره، وقلت لهم إنني لست على عجلة من أمري للخروج من السجن لأنه كان مازال هنالك الكثير من القصص والرويات التي يحلم الصحفيون عادة بالحصول عليها ونقلها."
ويردف بقوله: "قالوا لي: أوتعتقد أننا أسدينا إليك معروفا؟ فأجبتهم: لقد حولتموني من صفر ولا شيء إلى بطل. فقالوا: نحن واثقون مائة بالمائة من أن بن لادن سوف يكون على اتصال بك. وقد اُخذت في تلك الليلة إلى الطائرة. وكان المحققون يرقبونني حيث كانوا مختبئين وراء شبكة ملعب تنس. لقد لوحت لهم، إذ لمحت هناك أربعة أزواج من العيون تلمع وراء الشباك."
وأخيرا يسأل فيسك السجين السابق ذي الرقم 345 فيما إذا كان قد تلقى اعتذارا رسميا من الأمريكيين على سجنهم له طيلة تلك السنوات، فيجيبه قائلا: "لم أتلق اعتذارا ولا أتوقع تلقيه." لغط المناظرة التلفزيونية
في الصحف البريطانية الصادرة اليوم هناك اهتمام واسع أيضا برصد آخر تطورات حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي دخلت يوم أمس مرحة من التخبط والفوضى مع إعلان جون ماكين تعليق حملته الانتخابية ورفض خصمه الديمقراطي، باراك أوباما، تأجيل إجراء أول مناظرة تلفزيونية بينهما، بناء على طلب المرشح الجمهوري الذي قال إنه يريد التفرغ غدا لمعالجة الأزمة الحادة التي تعصف بالنظام المصرفي والمالي الأمريكي.
فتحت عنوان "ماكين وأوباما يتصادمان على قضية تأجيل المناظرة التلفزيونية، تنشر الجارديان على صدر صفحتها الأولى تحقيقا ترصد فيه أجواء التخبط والارتباك الذي اعترى الحملة قبل ساعات فقط من الموعد المرتقب للمناظرة التلفزيونية المشتركة مساء اليوم الخميس، وهي الأولى بين المرشحين.
وتحفل صفحات الرأي والتحليل في صحف اليوم بالكثير من المقالت النقدية التي تتناول الحدث وتداخلاته مع الأزمة المالية والاقتصادية التي يئن تحت وطأتها الاقتصاد الأمريكي بشدة هذه الأيام. "التقرير النهائي"
فتحت عنوان "لقد حان الوقت لإصدار التقرير النهائي حول الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية"، يكتب تيموثي جارتون آش في الجارديان عن الرجل الذي كان يؤمل منه أن يعزز القوة الأمريكية التي أُطلق لها العنان، أي بوش، والذي ألفى نفسه الآن وقد "أضعف بلاده بالطول والعرض والارتفاع"، أي على جميع المستويات.
يقول الكاتب إن الرجلين، اللذين سيخلف أحدهما بوش، قد راحا يدربان نفسيهما كبطلين أولمبيين لخوض غمار مناظرة الغد التلفزيونية التي ستركز على موضوع السياسة الخارجية.
ويضيف آش متسائلا: "ولكن عندما تتوقف برهة في هذه الأثناء لتختتم تقريرك النهائي حول الرئيس 43 للولايات المتحدة، فماذا ستقول؟" "النقمة من بعد النعمة"
وينبرى الكاتب للإجابة على التساؤل الذي طرحه فيقول: "سأختصر فترتي ولايته في الرئاسة بأربعة كلمات: النقمة من بعد النعمة."
ويجري الكاتب مقارنة سريعة بين صورة أمريكا قبل حوالي ثمانية سنوات، عندما انتُخب بوش لولايته الأولى، والتي كان الصلف والتكبر والجبروت والقوة الاقتصادية والعسكرية العملاقة هي السمات التي تميزها، وبين أمريكا اليوم التي باتت ترزح تحت وطأة أسوأ أزمة مصرفية فتبدو ضعيفة هزيلة في اقتصادها وجيشها وقوتها الناعمة.
| قالوا لي: أوتعتقد أننا أسدينا إليك معروفا؟ فأجبتهم: لقد حولتموني من صفر ولا شيء إلى بطل سامي الحاج، مصور صحفي في قناة الجزيرة الفضائية ومعتقل سابق في جوانتانامو |
ويخلص الكاتب إلى نتيجة مفادها أن "لا أحد فعل مثل جورج دبليو بوش لخدمة المشاعر المناهضة لأمريكا وماتمثله. وأخيرا نحن الذين نحب ونُعجب بأمريكا، نعيش على أمل أن تغدو في وضع أفضل." براون والكاريكاتير
أما على الجانب الآخر من المحيط، أي في بريطانيا، فتطالعنا الجارديان برسم كاريكاتيري ساخر يعزف على أيضا وتر الأزمة الراهنة التي تعصف بالاقتصاد العالمي وكان للندن نصيب منها.
في الرسم نرى جوردن براون، رئيس الحكومة البريطانية الخارج لتوه منتشيا من "خطاب العمر" الذي ألقاه يوم الثلاثاء الماضي أمام مؤتمر حزب العمال، وقد راح يركب قاربا يمخر عباب بحر متلاطم الأمواج قاصدا الولايات المتحدة حيث يلاقي بوش وقادة عالميين آخرين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
كما يظهر في الرسم أيضا مع براون، الذي يحمل بيمناه وردة حمراء، لربما ينوي تقديمها لمن يصل به وباقتصاد بلاده إلى بر الأمان، وفي يسراه راح يشد حبلا مربوطا بقارب آخر يركبه وزير خزانته، أليستر دارلينج، الذي بدا وكأنه هو من يحتاج إلى من ينقذه بدل أن يقوم بإنقاذ اقتصاد بلاده. "فشل" بلير
في الشأن الشرق أوسطي، نقرأ في صحيفة التايمز تقريرا تحت عنوان "منظمات الإغاثة والدعم: توني بلير يواجه إخفاقا وشيكا في الشرق الأوسط"، ويتحدث عن تعثر مهمة رئيس وزراء بريطانيا السابق كمبعوث للرباعية الدولية لمتابعة عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
نقرأ في التقرير، المرفق بصورة كبيرة لبلير العابس المتجهم ذي العينين الشاردتين، أن الجهود الدولية الرامية لإحراز تقدم في عملية السلام باتت تواجه خطر الفشل المحدق في ظل قيادة توني بلير.
ويضيف التقرير قائلا إن المجتمع الدولي الذي يمثله بلير يعاني من "فراغ في القيادة"، فقد أخفق في قمع عمليات التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، أو بمعالجة الأوضاع المعيشية المتفاقمة بين الفلسطينيين، وذلك على الرغم من كل التعهدات والالتزامات التي قطعها المشاركون في مؤتمر أنابوليس لسلام الشرق الأوسط، والذي عُقد في واشنطن قبل حوالي عام. مكارتني في إسرائيل والضفة
أما على صدر الصفحة الأولى من الديلي تلجراف، فتطالعنا صورة كبيرة للسير بول مكارتني، عضو فرقة البيتلز البريطانية السابقة الشهيرة، وقد راح يضيء عددا من الشموع داخل كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.
وفي العنوان الرئيسي للتحقيق المرفق، نقرأ: "السير بول مكارتني يزور موقعا فلسطينيا خلال زيارته لإسرائيل".
كلمات العنوان الفرعي تقول: "السير بول مكارتني يقول إنه يحمل معه رسالة سلام لإسرائيل ولفلسطين، بينما راح يتجول في بلدة بيت لحم في الضفة الغربية قُبيل حفلته المقررة في تل أبيب."
موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/press/newsid_7634000/7634896.stmمنشور 2008/09/25 05:19:29 GMT
© BBC MMVIII