هدية لمنتدي كفركلا الباب ( قبل رمضان )أما آن الآن ( قبل رمضان )
هذا بحث بسيط _ وليس منقول _ هدية لمنتدي كفركلا الباب بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك ، أهله الله علينا بالعزة والنصر للإسلام والمسلمين . بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، هذا موسم الطاعة ، وميدان العبادة ، ومجال الصدقة ، وشهر التوبة . يا من تردد عليك رمضان ، وتكرر عليك شهر القرآن ، ومرت بك السنون ، وطواك الزمان ، أما آن بعد الأوان ؟!! قال تعالى : " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون " الحديد 16ألم يأت الوقت ، ويحل الأوان بعد ؟! أما آن أن تلين القلوب للذكرى الحسنة والموعظة الصادقة ؟!
أما آن للقلوب أن تخشع لما نزل من الحق ، للقرآن الكريم ؟! ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم ،
وتزكو نفوسهم وتصفو سرائرهم ؟! ألم يأن للذين آمنوا أن يعودوا إلى نهجهم ، ويثوبوا إلى رشدهم ،
ويعتصموا بكتاب ربهم ، وسنة نبيهم ؟! ألم يأن للذين آمنوا أن يفيقوا من غفلتهم ، ويصحوا من سباتهم ،
ويعرفوا ماذا يراد بهم ، وكيف يكاد لهم ؟! ألم يأن للذين آمنوا أن يعرفوا لهذا الشهر قدره ؟!
وأنه شهر عبادة وموسم طاعة ، وأنه صيام عن اللغو والزور والرفث ، فليس موسما للمسلسلات الهابطة ،
ولا ميدانا للمسابقات والفوازير الساقطة في وقت يحارب فيه الإسلام ، وتنتهك الحرمات ، ويذبح فيه الأطفال والنساء ،
ويشرد فيه الضعفة من أوطانهم ، وتحاك المؤامرات ، وتدبر الحيل ، وتعد الخطط لضرب الإسلام وأهله .
ألم يأن للذين آمنوا أن يبتعدوا عن الربا ، ويعلنوا التوبة ، وهم يعلمون أن درهم ربا أشد عند الله من ست وثلاثين زنية ،
وأنه إعلان للحرب على الله ورسوله . ألم يأن للذين آمنوا أن يحاربوا دواعي الزنا ويقطعوا أسباب الخنا ،
وهم يعلمون أنه دمار للأسر ، وهتك للأستار ، وغضب للجبار، ألم يأن للذي أوتي أجهزة إعلامية وقنوات فضائية ،
أو إذاعة صوتية ، فنشر بها الباطل ، وأظهر بها المنكر ، وأشاع بها الفاحشة ، ألم يأن له أن يجعل هذا الشهر
شهر صيام عن الخنا ، وإمساك عن الردى ، وإقبال على الله ، وبحث عن رضاه ؟! ألم يأن للذي بح صوته ،
وشاخت حنجرته في الباطل ، أما آن له أن يتدارك ما بقي له من العمر ، ويجعل هذا الشهر فرصة للتوبة النصوح ؟!
ألم يأن للكاتب الذي سخر قلمه ، ووظف بنانه في نشر الرذيلة ، وتزيين الباطل ،وتحسين المنكر ، وإثارة الشبهات ،
والدعوة إلى الشهوات ، الم يأن له أن يكف زعاف السم من قلمه ويثوب إلى رشده ويتقي ربه ؟!
ألم يأن للتاجر الذي عاش على الحرام ، وغذي بالحرام ، وتجارته في الحرام ، ألم يأن له أن يستيقظ قلبه ،
ويصحو ضميره ، ويجعل شهر رمضان فرصة لإعلان التوبة ؟! ألم يأن للذي سلط لسانه في الغيبة ،
وأطلق عنانه في النميمة ، فأكل أعراض المسلمين ، ونهش لحوم المؤمنين ، ألم يأن له أن يتعود على صوم الجوارح
عن اللغو والزور والرفث ،ويعلم يقينا أن الصوم عن الأكل والشرب فقط لا يغني شيئا ولا يجدي فتيلا ؟!
ألم يأن للذين آمنوا أن يتذكروا بسرعة مرور الأيام ، وانقضاء الأوقات ، وتتابع الدهور ، وتعاقب الشهور ،
أن يتذكروا بذلك رحيلهم عن الدنيا ، وفراقهم للأحبة ، ومسكنهم في الثرى ، ومبيتهم في القبور ، وقيامهم ليوم النشور ،
يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم . ألم يأن لهم أن يعتبروا ، بمن صاموا معهم في السنين الخالية ،
والأيام الفانية ، كم فارقوا من حبيب ، كم ودعوا من قريب ، أين هم الآن ؟! قال تعالى :" ونفخ في الصور فإذاهم من الأجداث إلى ربهم ينسلون ، قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ، إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميعا لدينا محضرون ، فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعلمون " يس 51 _ 54
والصلاة والسلام على رسول الله ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المصدر : نسيم الحجاز من مسجد ابن باز
د / ناصر بن مسفر الزهراني