Admin Admin
عدد المساهمات : 5215 تاريخ التسجيل : 29/09/2008
| موضوع: ماذا يحدث لمسلمي الصين؟! الجمعة أغسطس 21, 2009 11:45 pm | |
| ماذا يحدث لمسلمي الصين؟!
الصين هي الدولة العظمي الصاعدة المتوقع أن تكون القوة العظمي الاولي في العالم علي الأقل اقتصاديا قبل منتصف القرن الحالي، ويأمل الكثير جداً من مواطني العالم الثالث أن تصبح الصين قريبا القطب الدولي الذي يقف في وجه الاستعمار الامريكي وتوابعه الاوروبية كما كان الاتحاد السوفيتي يقف في وجهه منذ منتصف القرن الماضي حتي بداية تسعينياته، وقد كان وجود الاتحاد السوفيتي هو الحقيقة التي مكنت الدول النامية من هامش كبير من حرية الحركة ادي الي ظهور تجمع دول آسيا وافريقيا فيما عرف بحركة الحياد الايجابي بين المعسكرين الامبريالي والشيوعي، كما مكن تيار القومية العربية بزعامة جمال عبد الناصر من فرض نفسه علي الساحة الدولية وبدا الأمل في وحدة عربية كاملة هدفاً قريب المنال حتي سحقه الاستعمار الغربي عندما استدرج جمال عبد الناصر الي الهزيمة المنكرة سنة 1967. واليوم يعود الأمل لدي الملايين من دول العالم الثالث في أن تقوم الصين بنفس الدور الذي لعبه الاتحاد السوفيتي في الماضي، ولكن ما كل ما يتمني المرء يدركه، فهذه الملايين تنسي أن الدول عندما تصبح عظمي لا تتحرك من واقع المبادئ والأخلاق إذ يكون دافعها الوحيد هو مصلحتها الذاتية الأنانية، فإن اتفقت هذه المصلحة مع آمال وطموحات شعوب العالم الثالث فأهلاً وسهلاً ومرحباً بالدعاية المجانية التي تكسبها الدولة العظمي بالمحبة التي تمتلك بها قلوب الملايين، أما إن تعارضت مصالحها مع آمال هؤلاء الملايين فإنهم لا يرون منها إلا ظهر المجن والقسوة المتناهية إن لزم الأمر، وأمامنا حالة واضحة المعالم جديرة بالدراسة تخص الصين بالذات. فالاقليم الشمالي الغربي من الصين المعروف بإقليم شنجيانج هو نفس إقليم التركستان الشرقية الذي يقع علي حدود ثماني دول آسيوية هي منغوليا وكازاخستان وروسيا وقرغيزستان وطاجيكستان والهند وباكستان وأفغانستان ومساحة هذا الإقليم هي مليون وستمائة ألف كيلو متر مربع أي سدس مساحة الصين الإجمالية. وسكان هذا الإقليم أغلبيتهم الساحقة من المسلمين من السلالات التركية ويبلغ عددهم عشرين مليون شخص حسب آخر تعداد سنة 2008 وبذلك فإن الكثافة السكانية لا تزيد علي 12.5 شخص في الكيلو متر المربع مقارنة بـ 165 شخصا في باقي انحاء الصين مما جعل أرض التركستان الشرقية مرتعا خصبا تحاول فيه حكومة الصين المركزية تصدير فائضها البشري الهائل إليه، فإذا اضفنا الي ذلك الثروات الهائلة التي يتمتع بها الاقليم ادركنا لماذا تستخدم الصين كل هذه القسوة الهائلة في اخضاع مواطني التركستان الشرقية وسحق آمالهم في الاستقلال او حتي في الحكم الذاتي الحقيقي، فالإقليم يتمتع بمصادر هائلة للطاقة من نفط وغاز وفحم، ويبلغ انتاجه من النفط 27.4 مليون طن سنويا وبذلك يكون ثاني اقاليم الصين انتاجا للنفط بعد اقليم هيلونجيانج الشمالي الذي ينتج 45 مليون طن سنويا، ومن المنتظر أن تصبح التركستان الشرقية اكبر منتجع للنفط في الصين بحلول سنة 2010 حيث يتوقع ان يزيد انتاجها علي 60 مليون طن سنويا، ويتوقع الخبراء أن يزيد هذا الرقم بدوره الي مائة مليون طن بحلول سنة 2020 حيث يبلغ احتياطيها من النفط 2.8 مليار طن، فضلا عن الغاز الطبيعي الذي يبلغ احتياطيه 10.8 ترليون متر مكعب، اما الفحم فيبلغ احتياطيه 2.19 تريليون طن وينتج الاقليم 40٪ من اجمالي انتاج الصين من الفحم، وبذلك لا نكون مغالين إذا قلنا إن التركستان الشرقية تمثل للصين مستعمرة لا تقل أهمية عما تمثله مستعمرة الخليج العربي البترولية لأمريكا من حيث وفرة الطاقة. ولا تقتصر ثروات الإقليم علي الطاقة بل توجد به مناجم هائلة لليورانيوم الضروري للصناعات النووية، فضلاً عن العديد من المعادن وعلي رأسها الذهب، وتستخدم الصين المساحات الشاسعة من الأراضي الصحراوية بالإقليم في اجراء تجاربها النووية العديدة فتوفر بذلك تكاليف هائلة لو أجرت هذه التجارب في أعماق البحار، وفوق كل هذه الموارد تملك التركستان مساحات زراعية شاسعة من أجود الاراضي، ويوجد بها نهر تاريم وهو اكبر نهر داخلي في الصين كلها، كما توجد بها بحيرة بوستنج وهي اكبر بحيرة عذبة في الصين كلها، ويساعد الاقليم جوه الدافئ المشمش طوال العام تقريبا في انتاج المحاصيل الزراعية الغنية وعلي رأسها القطن طويل التيلة فائق الجودة، فضلا عن محاصيل هائلة من الفواكه التي تصدرها. وقد عاني شعب التركستان الشرقية علي مدي تاريخه الحديث نتيجة وقوعه وسط دول قوية طامعة في ثرواته مثل الصين وروسيا سواء أيام القياصرة او تحت الحكم الشيوعي أيام الاتحاد السوفيتي، ولكن شعب التركستان المعروف باسم الايجور نجح خلال الحرب الصينية اليابانية خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي في إقامة دولته المستقلة سنة 1933 ثم 1944، ولكن هذا الاستقلال لم يدم طويلاً، فعندما انتصر الشيوعيون بقيادة ماوتسي تونج علي قوات الكومنتاج خلال الحرب الأهلية الصينية سنة 1949 اجتاحت قواته اقليم التركستان الشرقية، ووعد ماوتسي تونج شعبها بإقامة جمهوريتهم المستقلة تكون بمثابة جمهورية فيدرالية علي غرار جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، ولكن سرعان ما نسي ماو وعوده وبدأت الصين سياسة متعمدة لمحو هوية الإقليم التركستانية ثقافة والمسلمة دينا ونهب ثروات الإقليم مع التهجير المتعمد للصينيين الي الاقليم في محاولة لتغيير تركيبته العرقية، وقد فعلت الصين ومازالت نفس الشيء مع شعب آخر صغير ومسالم هو شعب التبت البالغ عدده ثلاثة ملايين سنة 1959 والذي كان يعيش في سلام وعزلة في ظل نظام ديني مسالم تحت رئاسة زعيمه الديني الدالاي لاما، فقامت الصين بغزوه وضمه عنوة الي اراضيها واعتباره جزءا لا يتجزأ من الصين. وكان العالم الخارجي في غفلة تامة عما تفعله الصين بشعب الايجور في تركستان الشرقية حتي بلغ السيل الزبي وانفجرت الأوضاع مؤخراً في الشارع التركستاني في ثورة عارمة سرعان ما واجهتها القوات الصينية والمستوطنون الوافدون من ارض الصين بالقمع الدموي الذي قتلت فيه الآلاف واعتقلت عشرات الآلاف. وبدأت التنظيمات الشعبية التركستانية في المنفي تستصرخ الضمير العالمي لمساعدة شعبها ضد ما يتعرض له من اضطهاد دموي صيني، وهو ما سنعرضه في حلقة تالية وتبقي لنا في النهاية كلمة في حدود ما تسمح به المساحة المتاحة وهي ان الشعب الذي يؤمن بعدالة قضيته ويكون مستعداً في النهاية لدفع ثمن الحصول علي حريته ينتصر حتما في النهاية مهما كانت موازين القوي في غير صالحه، ويزودنا التاريخ الحديث بالأمثلة العديدة للشعوب الصامدة نكتفي منها بمثلي شعب فيتنام وشعب الجزائر اللذين انتزعا حريتهما من قوي لم يكن هناك من يتصور هزيمتها، اما الشعب الذي يسلم أمره للزعامات القزمية التي تحاول تسول حريتها حسب ما تجود به أريحية الاستعمار علي غرار ما نراه اليوم في أرض فلسطين فعليه أن يسأل الزعامات القزمية عن طريق الوصول لفتات الموائد الاستعمارية. | | |
| http://www.alwafd.org/details1.aspx?nid=30410 | |
|