حرق قش الأرز والقمامة وعوادم السيارات وانبعاثات الصناعة السبب

حذر خبرء البيئة وأطباء الأمراض الصدرية من تزايد معدلات التلوث الناتجة عن الاستمرار في حرق قش الأرز والقمامة‏,‏ إضافة إلي عوادم السيارات وانبعاثات الصناعة وما يصاحب ذلك من عوامل جوية حيث أدت هذه العوامل إلي شعور المواطنين بحالة اختناق استمرت علي مدار الأيام السابقة وحتي الآن‏.‏

ومن جانبه أوضح المهندس أحمد أبوالسعود‏,‏ رئيس قطاع نوعية الهواء بوزارة الدولة لشئون البيئة‏,‏ أن حرق قش الأرز بريء من حالة الاختناق التي شعر بها المواطنون أمس وأمس الأول وأن صور الأقمار الصناعية أوضحت هبوب عاصفة ترابية بؤرتها تشاد وجنوب ليبيا وتحركت مع الرياح العكسية من الجنوب محملة بالأتربة الصدرية العالقة بالإضافة إلي ملوثات الصناعة من جنوب حلوان لتغطي سماء القاهرة الكبري‏.‏

وأدت ظاهرة الانعكاس الحراري إلي حبس هذه الملوثات بالإضافة إلي ملوثات الهواء الأخري الموجودة بالقاهرة مثل عوادم السيارات وانبعاثات الصناعة في طبقة قريبة من سطح الأرض مما زاد من احساس المواطنين بهذه الملوثات وشعورهم بالاختناق وأسهم أيضا سكون الهواء في عدم تشتيت هذه الملوثات وساعدت نسبة الرطوبة التي بلغت‏85%‏ في زيادة الشبورة‏.‏

كما أوضح الدكتور محمد عزالدين الراعي أستاذ الدراسات البيئية بجامعة الإسكندرية أن ارتفاع معدل الجسيمات العالقة المتمثلة في بعض الشوائب الترابية غير المرئية خلال السنوات الثماني الأخيرة أدي إلي ظاهرة السحابة السوداء حيث تضاعفت هذه الجسيمات ثلاثة أضعاف بالإسكندرية‏,‏ وبنسبة‏8‏ أضعاف بالقاهرة الكبري‏.‏

وأشار إلي أن آخر الدراسات التي أجرتها جامعة الإسكندرية بالتعاون مع أحد المراكز البحثية الأمريكية والتي تم دعمها بصور الأقمار الصناعية أثبتت أن الدلتا تعاني من الاختناق الناتج عن حرق قش الأرز بنسبة‏10%‏ وحرائق القمامة بنسبة تفوق نسبة حرق قش الأرز خاصة بمحافظات الدقهلية والغربية والبحيرة إضافة إلي القاهرة‏,‏ مطالبا بالإسراع في إقامة حزام أخضر لحماية العاصمة‏.‏

أما الدكتور محمد فوزي منتصر‏,‏ عميد كلية طب عين شمس السابق‏,‏ فقال إن أصحاب الأمراض المزمنة مثل الكبد والسكر والضغط والقلب تعرضوا خلال شهري سبتمبر وأكتوبر لأمراض الجهاز التنفسي كالنزلات الشعبية والتهابات الحلق والرئة بسبب وجود أدخنة باستمرار في سماء القاهرة ناتجة عن ارتفاع التلوث المصاحب للسحابة السوداء‏.‏