المشجعون المصريون يروون مأساتهم فى السودان.. طوارئ بـ"الخارجية" لتأمين عودتهم.. و"الصحة" تصف الإصابات بـ"الطفيفة".. والفقى يؤكد: الرئيس مبارك يتابعالخميس، 19 نوفمبر 2009
حالة من الطوارئ تعيشها أجهزة الحكومة المصرية وعلى رأسها وزارة الخارجية لتأمين عودة المصريين العالقين فى السودان، فى الوقت الذى توالى فيه وصول الطائرات المصرية التى تحمل المشجعين المصريين العائدين من الخرطوم، بعد الأحداث المؤسفة التى تعرضوا لها أمس الأربعاء من قبل المشجعين الجزائريين عقب انتهاء مباراة كرة القدم بين المنتخبين المصرى والجزائرى فى تصفيات كأس العالم 2010، وقيام المشجعين الجزائريين بالاعتداء على الأتوبيسات التى حملت المشجعين المصريين فى طريقهم إلى مطار الخرطوم، مما أدى إلى إصابة العديد من المصريين بإصابات مختلفة جراء تطاير زجاج الأتوبيسات.
وقامت سلطات مطار القاهرة الدولى اليوم الخميس بتخصيص صالة رقم " 3 " بمبنى الركاب رقم "1" لعودة المصريين فى إطار جسر جوى لنقلهم، بعد أن تعرضوا للاعتداء من الجماهير الجزائرية، كما تم تخصيص عدد من عربات الإسعاف أمام صالة الوصول رقم "3" تحسبا لعودة أى مصابين من بين المشجعين.
كما أقام وزير الطيران الفريق أحمد شفيق غرفة عمليات تضم شركة مصر للطيران وشركة ميناء القاهرة الجوى والحجر الصحى لمتابعة الموقف، وتنظيم عملية إقلاع ووصول الطائرات لسرعة نقل الجماهير المصرية التى تتكدس بمطار الخرطوم هروبا من الاعتداءات الجزائرية عقب المباراة.
وأكد العائدون أن ما حدث بعد المباراة لا يمكن وصفه، حيث تربص بهم الجمهور الجزائرى بصورة همجية، مشيرين إلى أن العديد من المصريين هربوا من الشوارع إلى منازل مواطنين سودانيين خوفا من الاعتداءات إلى أن تمكنوا من الوصول إلى مطار الخرطوم للعودة إلى القاهرة.
وقال الفنان محمد فؤاد إن ما حدث الليلة الماضية فى الخرطوم كان أشبه بالجحيم، وكشف عن مؤامرة مدبرة لقتل المواطنين المصريين على أيدى المشجعين الجزائريين، قائلا "لولا رعاية الله لحدثت مجزرة للمصريين هناك"، واصفا هجوم الجزائريين على أتوبيسات المصريين بأنه كان هجوما إجراميا استخدم خلاله الجزائريون السكاكين والسنج والحجارة وهشموا زجاج الأتوبيسات تماما، مما أدى إلى حدوث إصابات مختلفة.
وقال: "اختبأت أنا وحوالى 130 من المشجعين المصريين فى مقر الوكالة الإعلامية للفنان المصرى طارق نور بالخرطوم هربا من جحيم الجزائريين، الذين أثاروا حالة من الفوضى والإرهاب فى شوارع الخرطوم بعد انتهاء المباراة، مؤكدا "لو اكتشف الجزائريون مكاننا لقتلونا جميعا".
وأضاف فؤاد أن "الرئيس حسنى مبارك اتصل بهم وهم فى مخبأهم وأكد لهم أن الجميع سيعودون سالمين إلى مصر وأن كافة الإجراءات ستتخذ على أعلى مستوى لتأمين عودتهم"، مضيفا أن "ما فعله الجزائريون ضد المصريين لا يمكن أن يحدث فى أى مكان فى العالم لأن المسألة فى النهاية كانت مباراة فى كرة القدم ، وعلى الرغم من فوز منتخب الجزائر وتحيتنا لهم فى الاستاد عقب المباراة، إلا أننا فوجئنا بالاعتداءات الإجرامية من المشجعين الجزائريين".
وأكد أن "الأتوبيس الذى كان يستقله مع عدد من المشجعين المصريين كان بداخله ثلاثة من الشرطة السودانية بأسلحتهم، لكنهم لم يحركوا ساكنا فى مواجهة اعتداءات المشجعين الجزائريين".
من جانبه، قال الفنان هيثم شاكر الذى عاد على نفس الطائرة إن ما حدث الليلة الماضية من اعتداءات ضد المصريين كان مهزلة كبرى، وكان من المؤسف أن تشاهد الأتوبيسات وبداخلها المشجعين المصريين وهى متوقفة والجزائريون خارجها يقذفونها بالحجارة ويحطمون زجاجها على مرأى ومسمع من الجميع.
وتساءل عن سبب هذا الاعتداء خاصة بعد أن فاز منتخب الجزائر ووصل إلى نهائيات كأس العالم، كما تساءل عن موقف أجهزة الأمن السودانية التى لم توفر الأمن للمشجعين المصريين لتأمين عودتهم إلى مطار الخرطوم.
ووصف المطرب إيهاب توفيق، الذى كان يتحدث من داخل إحدى الطائرات المصرية التى لم تغادر مطار الخرطوم بعد، فى اتصال للتليفزيون المصرى، الموقف بأنه صعب للغاية، وأنه لم يشاهد مثل هذه الظروف فى حياته.
وقال توفيق إنه داخل الطائرة ومعه 205 من المشجعين المصريين محجوزون منذ الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية حتى الآن، وطالبوا السلطات السودانية بالسماح للطائرة بالإقلاع إلا أن السيارة المخصصة لسحب الطائرة للخلف وتوجيهها إلى ممر الإقلاع لم تحضر بعد"، مؤكدا أن الأمن السودانى لم يتمكن من السيطرة على الموقف سواء فى شوارع الخرطوم التى انتشر فيها الجزائريون، أو فى مطار الخرطوم حيث قام المشجعون الجزائريون بقذف كل الأتوبيسات التى تقل المشجعين المصريين وانتشروا فى الشوارع بحثا عن أى مصرى.
من جهته، أعلن وزير الإعلام أنس الفقى اليوم الخميس أن الرئيس حسنى مبارك يتابع شخصيا تطورات وضع المشجعين الذين توجهوا إلى السودان لتشجيع المنتخب المصرى بعد تعرضهم لاعتداءات من المشجعين الجزائريين عقب انتهاء المباراة، ووقوع إصابات بين عدد منهم.
وأضاف الفقى أن مصر سترسل سربا من الطائرات لنقل المشجعين المصريين من الخرطوم فى أسرع وقت، مؤكدا أن هناك اتصالات تجرى على أعلى مستوى بين مصر والسودان لتأكيد عودة المصريين إلى مصر.
وتابع الفقى أن وزير الطيران أحمد شفيق شكل غرفة عمليات لمتابعة الموقف لحظة بلحظة، وأن هناك اتصالات مع سلطات مطار الخرطوم لتأمين عودة المصريين، مشيرا إلى أن هناك مجموعة كبيرة من المشجعين داخل السفارة المصرية بالخرطوم، وأنه سيتم تحركهم بعد تأمين قوات الشرطة السودانية الطريق بين السفارة والمطار لعدم تعرضهم لأية اعتداءات من المشجعين الجزائريين.
كما أكد وزير الصحة د. حاتم الجبلى أن إصابات المشجعين المصريين فى السودان بسيطة وطفيفة، مشيرا إلى أنه أجرى اتصالا الليلة بالمستشار الطبى لمصر فى السودان لمتابعة أحوال المشجعين المصريين فى السودان.
وقال الجبلى، فى مداخلة له أمس مع برنامج القاهرة اليوم بقناة أوروبت، إن هناك مجموعة من الأطباء المصريين موجودون بمطار الخرطوم تحسبا لأية أحداث، وتم تزويدهم بكافة المستلزمات الطبية اللازمة لإسعاف المصابين، مطالبهم التوجه لإسعاف أى مصابين وصلوا مطار الخرطوم.
كما طالب الجبلى المصابين بالتوجه إلى مستشفى الأطباء بجوار السفارة المصرية بالخرطوم لتلقى الإسعافات اللازمة، موضحا أنه إذا كان هناك حالات أو إصابات حرجة سيتم عملية إخلاء طبى جوى لنقلهم إلى مستشفيات أسوان والأقصر.
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=157973&