هل تعلم انا شهاده الايزو تمنح للإداره وليس للمنتج
أثارت علامات الـ«آيزو» التي تحملها بعض المنتجات والبضائع والسلع فضول زبائن، عند المفاضلة بين هذه السلع لاختيار إحداها، وعلاقة الحصول على شهادة «آيزو» بجودة المنتج، وكذا بأسعار بيعه المرتفعة نسبياً عن نظيرته من المنتجات الأخرى في الأسواق.
وبين اجتذاب الشهادة العالمية لأنظار مستهلكين، وقدرتها على سحب بساط الثقة لديهم من غيرها من المنتجات المنافسة، أبدى آخرون حيرتهم من العلاقة بين العلامة والجودة الإنتاجية، دون إغفال لاستخدام التجار لهذه العلامة على هيئة طريقة جديدة للترويج لمنتجاتهم، فيما اعتبرها آخرون بمثابة «غش تجاري» لا يهدف إلا إلى استقطاب الزبائن، بينما يحمل هذا المنتج مواصفات متطابقة مع بقية المنتجات المنافسة.
لكن منتجين أكدوا أن وجود علامة الـ«آيزو» على منتجاتهم يعد بمثابة ضمان للشركة المنتجة ولعملائها من فئة المستهلكين، رافضين فكرة ربط الزيادة في المبيعات وسنوات الخبرة التي دفعت بالمستهلك لأن يثق بالمنتجات بشهادة «آيزو»، في إشارة إلى أن هدف الشركات المنتجة من الحصول على هذه الشهادة يتمثل في الاتجاه نحو الحصول على معايير صناعية عالمية.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه خبراء الجودة أهمية هذه الشهادة للمنشأة، إلا أنهم يعربون عن قلقهم بعدم وجود رقابة على المنشآت الحاصلة على هذه الشهادات، إضافة إلى اتهامات يلقيها البعض على الجهات العالمية المانحة من تقاضيها لأموال كبيرة مقابل منح الشهادة.
وتشير أبحاث متعلقة بالجودة إلى أن الشركات التي تحصل على شهادة الـ«آيزو» يتاح لها سهولة التبادل التجاري العالمي، وذلك لأنها تتبع أنظمة إدارية موحدة لضمان الجودة واتباعها لمواصفات ومعايير إدارية تم تحديدها من قبل منظمة التقييس الدولية، ويجد البعض أن هذه الشركات تمتلك الفرصة الأكبر للفوز بالمناقصات التجارية.
وأبدى محمد خالد، حيرته عند اختيار المنتجات أثناء تسوقه وعلاقة علامة «آيزو» التي تحملها بعض المنتجات بجودة المنتج، لاسيما أن المنتجات التي تحمل تلك العلامات ترتفع أسعارها عن مثيلاتها من المنتجات الأخرى.
وقال خالد الذي يعمل في تجارة السيارات، «تجتذبني أحياناً العلامة التي تتخذ منها الشركات المنتجة طريقة جيدة للترويج لمنتجاتها، إلا أنني لا أعلم مدى علاقة تلك العلامة بالجودة».
لكن متسوقين آخرين رأوا أن علامة «آيزو» ربما تدل على أن المنتج ذو جودة عالية، ما يرفع من سعر بيعه مقارنة مع منتجات مماثلة، فيما اعتبر آخرون أن هذه العلامة بمثابة «غشاء تجارياً» يستهدف استقطاب الزبائن، ويحتوي على مواصفات المنتجات المماثلة نفسها.
لماذا الآيزو؟
وأمام الآراء المختلفة في علامات الجودة قالت نتاشا أدلمان، رئيس قسم التسويق في شركة «مسافي» التي حصلت على شهادة الجودة «آيزو14001» كاول شركة مياه، إن الشهادة تأتي كضمان لنا ولعملائنا ولمستهلكي منتجاتنا.
وعن سبب تقدم الشركة للحصول على الشهادة، أشارت إلى أن «آيزو» هي المنظمة المسؤولة عن آلاف المعايير المفيدة للعالم، وتقدمنا بالطلب وحصلنا على شهادات لنضع لأنفسنا معايير نعتمد عليها كتلك المعايير العالمية الصارمة.
وعن علاقة الآيزو بزيادة المبيعات قالت أدلمان «لا نستطيع ربط مبيعاتنا الكبيرة عبر السنوات بشهادة آيزو، بينما ساعدت المعايير التي تضعها منظمة آيزو لتحقيق الجودة في هذا النجاح».
وإضافة إلى فوائد فتح الأسواق العالمية أمام المنتجات التي تحصل على شهادة الآيزو، فهذه الشهادة تساعد في تحسين كفاءة الإنتاج وزيادة التنظيم في المنشأة، إلا أنها وفقاً للدكتور نبيل بيضون، عميد كلية إدارة الأعمال والجودة في «جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية» لا تعني بالضرورة جودة المنتج بقدر ما تعنيه من نظام إدارة الجودة في المنشأة.
وأشار إلى أن شهادة الآيزو لا تمنح للمنتج، وإنما تمنح للمنشأة التي تطبق مجموعة من المعايير التي حددتها المؤسسة الدولية للتقييس لأنظمة إدارة الجودة.
وأمام هذا الرأي تقول أدلمان، إن «آيزو» تعني معايير، وللمعايير مساهمة كبيرة وإيجابية في عدد من أوجه حياتنا، عندما تلبي المنتجات والخدمات توقعاتنا، نميل إلى اعتبار ذلك شيئاً أكيداً، ونحن غير مدركين لدور المعايير، ولكن عندما تغيب هذه المعايير نلاحظ نقصاً معيناً، وهذا ينطبق على المصنّع وعلى المستهلك معاً.
واعتبر البروفيسور محمد زائيري، الباحث في الجودة، أن مفاهيم الجودة تتطلب معرفة رغبات العميل، وتستدعي الشراكة في ضبط المعايير بين المنتج والمستهلك.
في سياق متصل، قالت شركة «الخليج لسحب الألومنيوم»،الحاصلة على شهادة آيزو 2000:9001 «إن حصولها على تلك الشهادة جاء بعد سلسلة دقيقة من إجراءات التقييم وعمليات التفتيش الصارمة التي أجراها فريق معتمد من قبل هيئة متخصصة لضمان الجودة، ويأتي الحصول على هذه الشهادة لمساعي الشركة المستمرة في تحقيق الجودة».
وأكدت الشركة في ردها على «الرؤية الاقتصادية» أنها استطاعات تحقيق الكفاءة في الإنتاج وخدمات ما بعد البيع واستخدام أفضل المواد الخام مثل قطع الألومنيوم المتجانسة والأصباغ عالية الدقة واعتماد أحدث أجهزة السحب والتدريب على التكنولوجيات الحديثة أثناء العمل وتسهيل توفير الخدمات اللوجيستية.
وأضافت الشركة إن حصولها على الشهادة يتوافق مع خططها الرامية إلى توسيع نطاق عملياتها في المنطقة والأسواق الواعدة الأخرى.
«دبي للجودة»
تتبنى بعض الجهات في الإمارات نشر وتعزيز ثقافة الجودة وتعمل على مساعدة وتأهيل الشركات والمؤسسات التي تسعى للحصول على شهادات «آيزو»، وتقدم دوراتها التدريبية للعاملين في تلك الشركات للتعامل مع أنظمة الجودة نظراً للأهمية الكبيرة التي تتعلق بالجودة بشكل عام لما لها من أثر إيجابي على الاقتصاد الكلي. وقالت هاجر العيسى، مديرة التطوير المؤسسي في «مجموعة دبي للجودة»، إن المجموعة أنشأت من أجل الجودة في الدولة، وتهدف إلى إقامة علاقات وثيقة مع الهيئات والمعاهد المهنية محلياً وعالمياً، وتوفر وتعزز فرص التعارف والاتصال لأعضائها.
وأكدت أن الوعي بالجودة في تزايد لافت، لاسيما أن الدوائر الحكومية يتزايد اهتمامها للحصول على هذه الشهادة، مبينة أن المجموعة تضم أكثر من 3500 عضو ينتمون إلى أكثر من 380 مؤسسة.
وقالت إن المجموعة تحضر المؤسسات المختلفة للحصول ليس فقط على شهادة «آيزو»، وكذلك شهادات التميز الأخرى، معتبرة أن جميع الإجراءات المتخذة يتم توثيقها لمعرفة المهام الوظيفية وتحسين الأداء سواء تعلق ذلك بمنتج أو خدمة.
وتعتمد المجموعة رؤيتها بأن نكون موقعاً عالمياً للمعلومات يروج للتميز في العمل ويعمل على صقل القدرة التنافسية في مجتمع الأعمال من خلال المجموعات الفرعية في نشر أحدث المعلومات وتبادل الخبرات بين رجال الأعمال في القطاعين العام والخاص، وتوفر لهم البيئة المناسبة لمناقشة مختلف القضايا والوصول إلى الحلول والحث على إجراء التغيير اللازم، وذلك من خلال اجتماعاتها وأنشطتها الدورية.