المحسوبية والقرابة والعلاقات الشخصية معايير أساسية في مسابقات اختيار المعلمين المثاليين كما أكد بعض المدرسين ووصفوها بأنها "فشنك" ولا يوجد لها ضوابط محددة.
أكدوا ان الوصول للقب صعب في ظل المصروفات المالية التي تفوق قدرة أغلب المدرسين من حيث الدورات التدريبية.أو شرط الحصول علي الدرجات العلمية الأمر الذي يدعو للتفرغ بما يتنافي مع الأعباء الحياتية.
قالوا إن تشجيع الوزارة ليس كافيا وان المعلم لا يحصل علي حقه مشيرين إلي ضرورة وجود لجنة محايدة مثل نظام الجودة الشاملة من أجل تقييم المدرسين والحصول علي لقب المعلم المثالي.
أكد خالد صبحي "خبير فيزياء" بمدرسة الإبراهيمية بإدارة غرب القاهرة ان مسابقات المعلم المثالي هي "أمريكاني" أي تعتمد علي جزء من العلاقات الشخصية. مطالبا بضرورة وجود معايير أخري غير الموجودة وان يتحكم في هذه المسابقات الشفافية.
أضاف انه يمكن متابعة تطبيق هذه المعايير مثل نظام الجودة المعمول به لتقييم المدارس وذلك من خلال لجنة محايدة وان يتم معرفة رأي الطلاب في المدارس واسلوبه في التعامل معهم بعيدا عن تقييم الإدارة أو المديرية التعليمية.
قال إنه لابد من ان تتوافر معايير معينة لكي يكون المعلم مثاليا من وجهة نظره وهي خبرته وعلاقته بالطلبة وأولياء الأمور وشخصيته وملابسه والغياب والالتزام دون ان يتم ترشيحه من خلال شخص ما كما يحدث في المسابقات الحالية.
طالب بضرورة وضع ضوابط محكمة في عملية اختيار المعلم المثالي لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين جموع المعلمين والقضاء علي المجاملات والمحسوبيات واعطاء كل معلم حقه كاملا.
تساءل عادل أحمد سليمان مدرس بمدرسة شبين القناطر الثانوية بنات ما هي المعايير التي علي أساسها يتم اختيار المعلم المثالي؟
مشيرا إلي انه علي حد علمه فإنها المحسوبية والقرابة من اصحاب القرار. والأيدي الكريمة في العطاء من المسئولين. ومن يجيد التلون كالحرباء فإذا وجدت في نفسك هذه الشروط فاعلم انك المعلم المثالي القادم ولا تسألني عن الفضيلة والخلق والعلم والقدوة والمثل في المعلم المثالي لأنها من الأشياء البائدة في مجتمعنا.
وتساءل كيف يمكن الاحتفال بالمعلم المثالي وهناك المعلم الذي يُضرب من تلميذ أو ولي الأمر ولا يجد من يقف بجانبه مشيرا إلي ان المسئولين ينادون بصوت عال بمعاقبة المعلم ومحاسبته والقصاص منه وكأن هذا المعلم قد ارتكب جرما فمن أين تأتي القدوة والمثل؟!
قال إنه قبل التفكير في تكريم المعلم المثالي لابد من مراعاة آدمية المعلم التي اهدرت علي ايدي وزراء التعليم المتعاقبين فما من وزير التعليم إلا ويعامل المعلم علي انه تاجر مخدرات أو جاسوس فكيف يمكن لمعلم يربي النشء علي الفضيلة والعلم وهو مفتقد لذلك من وجهة نظر الكبار.
قال عادل عبد الله مدرس لغة عربية إن مسابقات المعلم المثالي "فشنك" وحبر علي ورق حيث لا توجد ضوابط أو معايير محددة في اختيار المعلمين وان هناك عوامل أخري تتحكم في حصول المعلمين علي هذا اللقب.
أضاف أهمية إعادة النظر في هذه المسابقات وعمل اختبارات وإعداد المعلمين أولا قبل منحهم هذا اللقب.
قال أحمد عطية غريبه.. مدرس أول رياضيات بمدرسة البكاكرة بمركز الإبراهيمية في محافظة الشرقية إن اصرار المعلم علي التحصيل والجد والاجتهاد لاكتساب المزيد من المعارف في مجال تخصصه وعدم التوقف عند شهادة الليسانس أو البكالوريوس يعد بوابة التفوق لأي مدرس يريد ان يحصل علي جائزة المعلم المثالي.
أشار إلي انه حصل علي أكثر من 30 جائزة في علوم الرياضيات من العديد من الهيئات التعليمية والعلمية في محافظة الشرقية والجامعات ووزارة التربية والتعليم.. كما قام بابتكار قوانين أبو غريبة في الرياضيات التي كان لها أثر في حل العديد من المشكلات الرياضية مع تقديم طرق أكثر سهولة لحل المسائل الرياضية.
أكد أحمد عرجاوي معلم أول ثانوي كمبيوتر والمدرس المثالي علي محافظة كفر الشيخ ان اهتمام المعلم بتطوير قدراته التعليمية خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات يعد من أهم الأسباب في الارتقاء بقدرات المعلمين.
دعا زملاءه من المدرسين لرفع مستوي خبراتهم في مجالات تكنولوجيا المعلومات لزيادة خبراتهم في مجال تخصصاتهم.
وأضاف ان حصول المعلم علي دورات تخصصية وشهادات علمية في مجال تدريسه كشهادة الدكتوراة والماجستير يعد في غاية الأهمية لانها تزيد حجم المعلومات والمعارف لدي المعلم وهو ما ينعكس بالإيجاب علي مستوي المعلم التدريسي.. وتعامله مع رؤسائه وطلابه.
وأضافت ليلي أبو زغلة مدير مدرسة خديجة الثانوية بنات في مركز ادفو بمحافظة أسوان.. ان حصول أي مدرس علي جائزة المعلم المثالي يقتضي توفير بيئة تعليمية وجو إداري مناسب ومحفز علي التفوق وهو ما توافر في مدرستها التي حصد أحد معلميها لقب المعلم المثالي هذا العام.
أشارت إلي ان مدرستها حازت هذا العام علي شهادة الجودة والاعتماد.. وحصد اثنان من طلابها مركزين من المراكز الأولي في الثانوية العامة وهو ما ادي بالتبعية إلي فوز أحد مدرسيها بلقب المدرس المثالي لمحافظة أسوان.
أشار وائل حسن مدرس علوم إلي وجود صعوبات متعددة تعترض حصول المعلمين علي لقب المعلم المثالي في مقدمتها الجمود في المناهج التي لا تتيح تنمية روح الابتكار لدي المعلمين.. موضحاً ان المدرسين ملزمون اثناء تدريسهم باتباع القواعد والقوانين المذكورة في كتبهم دون الاختلاف معها لانه قد يعني حدوث مساءلة قانونية لهم.
قال إن المدرسين ملزمون ايضاً باجابات واحدة عند تصحيح الامتحانات.. وهو ما يتنافي مع التشجيع علي التفوق.
أضاف هيثم حسن مدرس لغة انجليزية ان الوصول للقب المعلم المثالي يعد من اصعب الأمور لانه يستلزم مصاريف مالية تفوق قدرة اغلب المدرسين من حيث الحصول علي دورات تدريبية متخصصة أو الحصول علي الماجستير والدكتوراة.. وهو ما يعني حاجة المعلم إلي التفرغ.. الأمر الذي يتناقض مع اعباء الحياة وتكاليفها المادية.. كما ان التشجيع الذي تقدمه الوزارة لا يعد كافياً مقارنة بما إذا وجه المعلم جهوده بعد انتهاء اليوم الدراسي إلي الدروس الخصوصية علي سبيل المثال أو إلي أي مشروع تجاري.
قال مصطفي عابدين مدرس احياء إن الحصول علي لقب المعلم المثالي.. يقتضي عددا من الخطوات الهامة وفي مقدمتها توفير بيئة إدارية وتعليمية مشجعة ومحفزة لتنمية قدرات المعلمين.. لانه لا يمكن لأي مدرس التفوق دون وجود إدارة مدرسية متفهمة.. وهو ما يقتضي من وزارة التربية والتعليم تشجيع الإدارات المدرسية علي اكشاف ودعم الكوادر التعليمية القادرة علي الوصول والمنافسة علي لقب المعلم المثالي.. مضيفاً ان الحافز المادي والمعنوي يعدان من أهم الوسائل القادرة علي تحقيق هذا الهدف مشيراً في نفس الوقت إلي ان وزارة التعليم بدأت تنفيذ عدد من البرامج التدريبية المثمرة في هذا المجال مثل إرسال المعلمين المتميزين إلي دورات تدريبية في الخارج.. وهو عكس الدورات القديمة التي كانت ذات فائدة محدودة للغاية.
وأكدت الدكتورة سوزان صلاح الدين عميد كلية التربية في جامعة عين شمس ان الملاحظات التي يبديها بعض المعلمين حول أسباب عدم حصولهم وشغفهم بلقب المعلم المثالي هي معوقات يمكن التغلب عليها.. موضحة ان المدرسين الفائزين هذا العام استطاعوا الوصول بحسن المظهر والحماس في أداء عملهم إلي التصفيات النهائية.. مشيرة إلي انه يمكن للمعلمين من خلال تنمية خلفياتهم الثقافية المتنوعة بكافة المجالات.. ايصال المعلومات المقررة بشكل افضل بدليل انه عند المقارنة بين معلم مثالي وآخر نجد ان المعلم المثالي سوف يكون الاقدر والاسرع علي توصيل المعلومة.
كما أشارت عميدة الكلية إلي انه بالنسبة لمسألة الاعباء المادية.. للمدرسين الراغبين في تطوير قدراتهم.. فإن رسالة التعليم رسالة سامية ولا يمكن مقارنة حجم العطاء بها بكم الجزاء وان سياسة وزارة التربية والتعليم تقدم حوافز مادية للراغبين في تقوية مهاراتهم وقدراتهم التعليمية.. كامتحانات الكادر وارسال بعثات علمية.. وتنظيم دورات مع المراكز المتخصصة.