التحقيقات في أخطر بلاغ عن التعذيب في عصر مبارك : أمريكا استخدمت العادلي لاستنطاق المعتقلين .. ووقائع التعذيب تم تصويرها وإرسالها لواشنطن
طرق التعذيب في “عاصمة جهنم” : التكبيل على ظهر شيزلونج مبلل وتوصيل أطرافه بالكهرباء.. وكرسي الصعق وعصب العين لأسابيع
قال محمد الدرينى المعتقل السابق في تحقيقات النيابة في بلاغه حول التعذيب في عصر مبارك أن الولايات المتحدة استعانت بحبيب العادلي في تعذيب معتقلين واستضافتهم تحت مسمى مكافحة الإرهاب .. وأشار أن العادلي صور عمليات التعذيب بكاميرات الفيديو وقال للمعتقلين أمريكا تريد تسجيلات تفيد بتعذيبكم. وأدرجت نيابة أمن الدولة العليا بلاغ الدريني ضمن بلاغات الفئة ” ا ” شديدة الخطورة . وكشف الدريني في جلسة التحقيقات الأولى التي باشرها رامي السيد رئيس نيابة أمن الدولة العليا مع محمد الدريني والتي استغرقت 5 ساعات وقائع و طرق التعذيب في مقر التعذيب السري الشهير بعاصمة جهنم .. وأوضح الدريني للبديل أن الجلسة الأولى التي انعقدت صباح الثلاثاء 1 مارس ركزت على أساليب التعذيب في مقر عاصمة جهنم و التي قال عنها إنها تستلهم أساليب تعذيب أمريكية . وحول أساليب التعذيب التي تم استخدمتها الداخلية ضده وضد المعتقلين قال الدريني أن الشرطة استخدمت العديد من الوسائل منها أدوات أمريكية الصنع بخلاف الوسائل التقليدية كعصب العين مشيرا أنه تعرض لعصب عينه 40 يوما .. وأضاف إن من بين وسائل وأساليب التعذيب التكبيل على ظهر شيزلونج مبلل بالماء ثم توصيل أطرافة بمصادر كهرباء.. فضلاً عن التعذيب بواسطة كرسي صعق كهربائي أمريكي الصنع.. مشيرا أنه كان يتم تعذيب المعتقلين بواسطته بالتناوب .وقال الدرينى إن مكان عاصمة جهنم غير معروف يقيناً إلا أن البعض يشير إلى أن مقر عاصمة جهنم هو ذاته مقر أمن الدولة بمدينة نصر.. وأدرج الدرينى في المذكرة التي طالبته النيابة بكتابتها أسماء عدد من المعتقلين لاستدعائهم للشهادة حول أساليب التعذيب ووقائع القتل المنهجي التي تعرض لها مصريون وغير مصريين داخل أمن الدولة. وطالب الدرينى بفتح التحقيقات في وقائع رشوة قيادات أمنية كبيرة بمبلغ 5 ملايين دولار من قبل جهة غير مصرية. وطالب الدريني بفتح تحقيق تتولاه جهات سيادية حول إقدام عناصر من أمن الدولة على بيع وثائق دبلوماسية خطيرة كانت بحوزته تدين بلد عربي بأعمال تجسس وتخابر على مصر، وتفضح محاولات هذا البلد الزج بأشخاص تابعين له لمواقع نافذة داخل بنية الدولة المصرية، وكان الدريني بصدد استخدامها في تأليف كتاب توثيقي حول دور بعض الدول العربية “الشقيقة” في التآمر على مصر. وقال الدريني في التحقيقات: عرض علي ممثل لبلد عربي مبلغ 5 مليون دولار رشوة مقابل عدم تسليم هذه الوثائق الخطيرة لأي جهاز أمني مصري، ورفضت الرشوة تماما وأبلغت هذا المسئول رفضي القاطع وعدم ترحيبي بالتعامل معه مرة أخرى، وتوجد تسجيلات مصورة لهذه الواقعة، قامت أجهزة أمنية مصرية بتسجيلها، وهي أبلغ دليل على براءتي من أية تهم مخلة بالوطنية حاولت عناصر من جهاز أمن الدولة إلصاقها بي أحيانا. إلا أنه مع إلقاء القبض علي، قامت قيادات كبيرة بأمن الدولة ببيع هذه الوثائق لممثل البلد المدان بالتخابر ضد مصر، مقابل مبلغ ال5 مليون دولار إياه. وقال الدريني أن عناصر من أمن الدولة ذهبت إلى بيت المسئول الذي أمدني بالوثائق واعتدت عليه بالضرب وسرقت وثائق أخرى من منزله، فقام بإبلاغ سفير دولته الذي اتصل بالخارجية المصرية التي طلبت بدورها توضيحا من الداخلية حول تفاصيل ما جرى، فأنكرت الداخلية كلية إقدام أي عناصر منها على اقتحام منزل هذا الشخص. إلا أنه فيما بعد، ظهرت هذه الوثائق للعلن في إطار صفقة شاملة تولتها قيادات بارزة في أمن الدولة مع سفير هذا البلد. وأضاف الدريني للبديل: كما سرق أمن الدولة من منزلي أثناء إلقاء القبض علي عددا من الدراسات العسكرية والتاريخية والملفات الأرشيفية والوثائق المهمة التي كنت بصدد استخدامها كمراجع أثناء كتابتي لفيلمين وثائقيين للتلفزيون المصري، تعنت أنس الفقي في إنتاجهما، أولهما فيلم عن عملية “لسان التمساح” التي قام بها الجيش المصري، والثاني حول بطولات “الفرقة 39″. وقال الدرينى للبديل الجلسة الثانية من التحقيقات ستبدأ الأربعاء وتتناول ما أسماه ببرامج “التعذيب الفائق ” وعمليات التعذيب بالوكالة التي اضطلعت بها أمن الدولة وحقيقة اتهام مصريين بالانتماء لتنظيمات إرهابية عالمية مواضيع ذات صلة