قطر تعترف بالانتقالي الليبي دعت فرنسا وبريطانيا حلفاء
معمر القذافي إلى الانفضاض من حوله، في وقت يستعد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما لشرح ظروف تدخل بلده في
ليبيا، واعترفت قطر بـ
المجلس الوطني الانتقالي في خطوة وصفتها طرابلس بأنها "تدخل صارخ" في شؤونها، وسط حديث روسي عن خروج عن التفويض الأممي وتلميح إيطالي إلى استعداد دول أفريقية لاستقبال العقيد الليبي إن قبل التنحي.
وفي بيان مشترك قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن "على القذافي أن يرحل فورا"، وحثا أنصاره على أن يتخلوا عنه قبل أن يتأخر الوقت، ودعوا المعارضة إلى الانخراط في عملية سياسية تمهد الطريق لرحيله.
وفي مدريد تحدثت الخارجية الإسبانية عن محاولات عديدة قام بها نظام القذافي للاتصال بالحكومة الإسبانية التي قابلتها بالرفض، في وقت نفت فيه الحكومة الألمانية تكهنات بوجود خطة سلام ألمانية إيطالية، وإن تحدث ناطق باسمها عن تبادل مستمر للمقترحات مع شركائها الدوليين "وليس مع إيطاليا فقط".
وكان وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني تحدث أمس عن خطة تُزمع بلاده طرحها في مؤتمر دولي في لندن، بالتعاون مع ألمانيا، تشمل وقف إطلاق النار وإنشاء "ممر إنساني دائم"، إضافة إلى مغادرة العقيد الليبي إلى المنفى.
واليوم تحدث فراتيني عن دول أفريقية لم يسمها على استعداد لاستقبال القذافي.
أوباما يتحدث
وجاء البيان في وقت يستعد فيه أوباما لإلقاء خطاب في الساعات الأولى من هذا الثلاثاء، يشرح فيه للأميركيين أسباب التدخل في ليبيا، وسيكون الأول من نوعه الذي يكرس لهذا الموضوع.
|
إدارة أوباما تحاشت وصف العمليات في ليبيا بأنها حرب (الأوروبية)
|
ووجهت لأوباما انتقادات شديدة في واشنطن، بينها اتهامه بالافتقار إلى حس القيادة، وعدم تحديد الأهداف الأميركية بوضوح في العمل العسكري، وعدم مبالاته برأي المشرعين الأميركيين، والتدخل في حرب أهلية غير معروفة العواقب.
وقال مسؤول أميركي رفض كشف هويته إن أوباما سيشرح للأميركيين أن التدخل سمح بتفادي "كارثة" إنسانية، وإنه سيناقش تسليم قيادة الهجمات لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وتحاشت إدارة أوباما وصف العمليات بأنها حرب، وواجهت انتقادا لعدم استشارتها الكونغرس، وهو ما ردت عليه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالقول إن ذلك كان سيكلف وقتا ثمينا لو أُهدر لتسبب في مقتل عشرات آلاف المدنيين الليبيين.
انتقادات دولية
وتلقى العمليات الدولية انتقاد دول كالصين وروسيا التي قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف اليوم الاثنين إن التحالف الدولي تدخل في "حرب أهلية" بما يتعارض مع
قرار مجلس الأمن 1973 الذي أحجمت بلاده عن التصويت عليه، وقضى بفرض
حظر جوي واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين.
وتحدث لافروف عن صياغة غير واضحة في عدد من البنود تسمح بازدواجية تفسير القرار الذي ذكر بأنه لا ينص على أن يهاجم تحالف أجنبي أحد الأطراف في حرب أهلية، وإنما فقط على فرض حظر جوي لحماية السكان المدنيين، وطالب بالتحقيق في ما أفادت به تقارير إعلامية تحدثت عن ضحايا مدنيين.
اعتراف قطري
وحظي فرض الحظر الجوي بدعم الجامعة العربية، وباتت دول عربية تشارك في تطبيقه كالإمارات وقطر التي كانت اليوم أول دولة عربية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مسؤول في خارجية قطر قوله إن بلاده تعترف بالمجلس "ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي"، اقتناعا بأنه "أصبح عمليا ممثلا لليبيا وشعبها الشقيق بما يضم من ممثلين لمختلف المناطق الليبية وبما يحظى به من قبول لدى الشعب الليبي".
لكن طرابلس اعتبرت الاعتراف "تدخلا صارخا" في شؤونها الداخلية، وقال تلفزيونها الرسمي إن قطر لا يحق لها التشكيك في وحدة الشعب الليبي بالاعتراف بهيئة متمردة.
ولقي موقف قطر دعم مجلس التعاون الخليجي الذي أعلن أمينه العام عبد الرحمن العطية أن الاعتراف يتوافق وقرارات المجلس بـ"دعم خيارات الشعب الليبي وحمايته من الوحشية المتواصلة من قبل النظام الليبي "الذي فقد شرعيته".