معارضون ينفون اشتراكهم في أي مجلس انتقاليناشطون: إطلاق نار كثيف على متظاهرين بعد صلاة العيد في عدة مدن سورية أفاد ناشطون حقوقيون عن إطلاق نار كثيف على متظاهرين في عدة مدن سورية اليوم الثلاثاء بعد صلاة العيد، قتل جراءه 7 أشخاص في درعا وحمص و2 في منطقة بلحارة في وقت كان الرئيس الأسد يؤدي فيه الصلاة في مسجد "حافظ" بدمشق، فيما أكد اتحاد تنسيقيات الثورة اندلاع مواجهات عنيفة مع متظاهرين في حي الميدان في دمشق عقب الصلاة.
كما انطلقت مظاهرة حاشدة من جامع كفرسوسة وسط دمشق جوبهت من قبل الامن والشبيحة.
فيما أكد شاهد العيان الحاج أبو بكر من دير الزور لـ"العربية" على إصرار أهالي بلدته على الاستمرار في المظاهرات التي انطلقت بعد صلاة العيد مباشرة رغم نيران الأمن الكثيفة وحملة الاعتقالات التي طالت كل أركان دير الزور.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له قد أفاد أن 17 شخصاً قتلوا اليوم في إطلاق نارٍ على متظاهرين في مختلف المدن السورية، وقال المصدر إن خمسة أشخاص بينهم طفلٌ قتلوا في بلدةِ سرمين، فيما قتل آخر في بلدة كفرنبل في إدلب، كما قتل شخص في قرية بريف دمشق أثناء اقتحام قوى الأمن لمنزله.
وفي قريةِ هيت بحمص قتل شخصان، فيما قتل أيضا ثلاثة أشخاص في مدينةِ نوى التابعة لدرعا، وفي مدينة الحولة بحمص قتل خمسة أشخاص، هذا وشهدت عدةُ مدن وبلدات سورية مواجهات بين المحتجين وقوى الأمن والجيش.
ويتوافق ذلك مع نفي العديد من المعارضين توقيعهم على تأسيس مجلس وطني انتقالي برئاسة الناشط البارز برهان غليون.
متظاهرون يروون تفاصيل حملة أمنية في "قدسيا"من جانب آخر ذكر شهود عيان في بلدة قدسيا التابعة لريف دمشق لـ"لعربية.نت" تفاصيل الحملة الأمنية والاعتقالات التي قامت بها قوات الأمن صباح يوم الاثنين، وإطلاق النار وحملة الاعتقالات العشوائية التي قام بها الأمن في البلدة.
وذكر أحد الناشطين الميدانيين أنه كان من المقرر الخروج في تظاهرة صباح اليوم للمطالبة بالإفراج عن معتقلي البلدة وإسقاط النظام السوري الحالي برئاسة بشار الأسد.
وذكر الناشط الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أنهم فوجئوا بعدد كبير من قوات الأمن قرب مخفر البلدة قبيل صلاة الفجر ما جعلهم يقررون إرجاء المظاهرة إلى وقت لاحق، لكن أهالي البلدة فوجئوا بحملة اعتقالات واسعة قامت بها قوات الأمن في وقت مبكر من الصباح.
وروى أحد أقارب المعتقلين في اتصال مع "العربية.نت" قائلاً "قررنا البدء باعتصام مفتوح حتى الإفراج عن جميع المعتقلين في البلدة منذ بداية شهر رمضان والذين بلغ عددهم أكثر من عشرين شخصا حتى الآن"، مضيفاً أنهم قاموا بسد الطرق الرئيسية في البلدة وقاموا بتعليق أسماء المعتقلين على الأعمدة وكتبوا شعارات مطالبة بالحرية على الجدران والشوارع.
وقال متظاهر آخر أكد أنه كان ضمن مجموعة الشبان الذين سدوا الطرقات، أنه بحدود الساعة الواحدة ظهراً قامت قوات الأمن ومجموعة من الشبيحة بالهجوم على الاعتصام بالعصي في محاولة لفضه، لكن الشباب حسب المتظاهر قاموا برشق الأمن بالحجارة ما دفع الأمن لإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.
وأكدت ناشطة سياسية من البلدة التي تبعد حوالي ثمانية كيلو مترات عن وسط العاصمة دمشق تفاصيل ما حدث، مضيفة أن الأمن قام بعد ذلك بسد جميع المنافذ عن بلدة قدسيا وقام بحملة اعتقالات طالت كل المارة بعد أن أمر بإغلاق جميع المحلات.
وبحسب الناشطة فإن عدد الذين تم اعتقالهم منذ صباح الاثنين وصل إلى حدود 30 شخصاً بينهم امرأة وكبير في السن.
أنباء عن مهلة روسيةوعلى صعيد آخر التقى الرئيسُ السوري بشار الأسد اليوم المبعوثَ الروسي إلى دمشق نائبَ وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. وأفاد مراسلُ العربية في موسكو- نقلا عن مصادرَ روسية- أن روسيا منحت الأسدَ مهلة لإنجاز برنامج إصلاحاتٍ جاد، وسحب قواتِ الأمن والجيش من كافةِ المدن. في المقابل شكر الرئيسُ السوري نظيرَه الروسي على ما اعتبره موقفا متوازنا تجاه الأحداثِ في سوريا
وفي سياق متصل، أجّج الإعلانُ عن تشكيل مجلس انتقالي سوري في تركيا الخلافات بين أطيافِ المعارضة في الداخل والخارج، ونفى أغلب من وردت أسماؤُهم في المجلس المعلن من أنقرة ، معرفتَهم بمشروعِ تأسيس المجلس.
وقد أوردت المجموعةُ التي أعلنت عن تأسيس المجلس، أسماءَ شخصياتٍ سورية معارضة منها رزان زيتونة وحازم نهار ورياض ترك وعمار قربي، وكاترين التلي وعمار صادق العظم ورياض سيف وميشيل كيلو وفايز سارة وسهير الأتاسي ولؤي حسين، وبعد الإعلان عن قائمةِ الأعضاء هذه أنكر الذين تم الاتصالُ بهم معرفتَهم بالأمر.
وقال الكاتب السياسي حازم نهار في حديث لبرنامج "بانوراما" إن الجهة التي أعلنت عن المجلس الوطني غير واضحة، رغم أنها تقول إنها تتحدث باسم الثوار داخل سوريا، وأردف: "أي أخطاء للمعارضة والثوار بلا شك ستعود بالفائدة على النظام، وإذا كان الحراك الشعبي في سوريا قد غنم كثيرا من غباء النظام وأخطائه فلا يجوز للمعارضة أن تسير على نفس النهج".
نهار: الانشقاقات تضر الثورةورفض نهار وجود أي تصنيفات أو تقسيمات طائفية داخل الجيش، معتبرا إياه مؤسسة وطنية، وتابع: " قوة الثورة في سلميتها وعمليات الانشقاق التي تحدث في الجيش تضر بها، وكنا حذرنا النظام مرارا من مغبة ذلك، لأن تلك الانشقاقات ستجر المشاكل على الجيش والشعب، وما زلنا نطالب الجيش بالوقوف إلى جانب المواطنين واتخاذ موقف شجاع، وأعتقد أن ذلك سيكون رهنا بالمستقبل فالثورة ما زالت مستمرة".
وعن وصول المظاهرات إلى قلب العاصمة دمشق، أوضح: "أعتقد أن الثورة السورية تنضج مع الوقت ويساعدها في ذلك الغباء المفرط للنظام في التعامل مع مجريات الأمور، وهذا النظام لا يريد أن يستوعب ما حدث في 6 أشهر من عمر الثورة، وهو ماض في سقوط من حفرة لأخرى، وكل ما يحدث في البلاد رهن بمعطيات الواقع، فهناك رجال أعمال أعلنوا تأييدهم للحراك الشعبي، وكلما استمر النظام في غيه وسفكه للدماء قل رصيده وفقد الكثير من الاحترام".