* عقب الصلوات.
* عند طنين الأذن.
كان هذا بعض ما ذكره أهل العلم من مواطن ذكره صلى الله عليه وسلم , وإلاّ فذكره في كل وقت وحين فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلّى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً) (44).
ثانيًا: السلام عليه صلى الله عليه وسلم:
اشتملت الآية السابقة الآمرة بالصلاة على التسليم عليه صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: (وسلموا تسليمًا).
وفي معنى السلام عليه صلى الله عليه وسلم ثلاثة أوجه:-
أحدها: السلامة من النقائص والآفات لك ومعك، أي مصاحبة وملازمة، فيكون السلام مصدراً بمعنى السلامة كاللذاذ واللذاذة، والملام والملامة، ولما في السلام من الثناء عدى بعلى لاعتبار معنى القضاء أي قضى الله تعالى عليك السلام، لأن القضاء كالدعاء لا يتعدى بعلى للنفع ولا لتضمنه معنى الولاية والاستيلاء لبعده في هذا الوجه.
ثانيها: السلام مداوم على حفظك ورعايتك، ومتول له وكفيل به ويكون السلام هنا اسم الله تعالى، ومعناه على ما اختاره بعضهم من عدة أقوال: ذو السلامة من كل آفة ونقيصة ذاتا وصفة وفعلا.
وقيل: إذا أريد بالسلام ما هو من أسمائه تعالى فالمراد لا خلوت من الخير والبركة، وسلمت من كل مكروه؛ لأن اسم الله تعالى إذا ذكر على شيء أفاده ذلك، وقيل: الكلام على هذا التقدير على حذف المضاف أي حفظ الله تعالى عليك، والمراد الدعاء بالحفظ.
وثالثها: الانقياد عليك، على أن السلام من المسالمة، وعدم المخالفة والمراد الدعاء بأن يصير الله تعالى العباد منقادين مذعنين له عليه الصلاة والسلام ولشريعته(45)
- صيغة السلام:-
وصيغة السلام على النبي صلى الله عليه وسلم هو قولنا في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وحكى ابن عبد البر(46) احتمالاً آخر وهو أنه السلام الذي يعقبه التحلل، واستظهر الأول وهو كذلك (47).
- حكم السلام عليه صلى الله عليه وسلم:-
قال العلماء الأصل في السلام عليه صلى الله عليه وسلم الندب، ولكن قد يرتقي إلى درجة الوجوب في مواضع:-
1- في التشهد الأخير.
2- كلما ذكر ذهب إلى هذا بعض السلف.
3- يجب بالنذر لأنه قربة(48).
والحمد لله رب العالمين
------------------------------
(1) كتاب العين 7/153
(2) صحيح مسلم2/1054
(3) جلاء الأفهام155
(4) الأحاديث المختارة8/189، وشعب الإيمان2/211
(5) المعجم الكبير للطبراني24/34 تحقيق: حمدي السلفي،مكتبة العلوم والحكم، الموصل، الثانية، 1983م.
(6) انظر لسان العرب 14/465
(7) المرجع السابق
(
انظر جلاء الافهام 161
(9) المرجع السابق
(10) عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري أبو مسعود البدري مشهور بكنيته، اتفقوا على أنه شهد العقبة، واختلفوا في شهوده بدرا نزل الكوفة، وكان من أصحاب علي واستخلف مرة على الكوفة مات قبل سنة أربعين، مات بعد الأربعين. الإصابة4/524
(11) صحيح البخاري3/1232 وصحيح مسلم 1/305
(12) عبد الرحمن بن أبي ليلى ، مات سنة ثلاث وثمانين في وقعة الجماجم. طبقات الحفاظ 1/26
(13) كعب بن عجرة بن أمية البلوي حليف الأنصار، قطعت يده في بعض المغازي، ثم سكن الكوفة قيل مات بالمدينة سنة إحدى وقيل ثنتين، وقيل ثلاث وخمسين وله خمس وقيل سبع وسبعون سنة. الإصابة5/599
(14) صحيح البخاري3/ 1233، وصحيح مسلم1/305
(15) عبد الرحمن بن سعد ، شهد أحدا وما بعده، توفي في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد بن معاوية. الإصابة7/94
(16) صحيح البخاري 3/1232، وصحيح مسلم1/306
(17) سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي أبو سعيد الخدري ، وهو مكثر من الحديث، كان من أفقه أحداث الصحابة، مات سنة ثلاث وستين.الإصابة 3/78
(18) صحيح البخاري 3/1232،
(19) طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي، أبو محمد أحد العشرة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، وأحد الستة أصحاب ، مات في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة. الإصابة3/592
(20) سنن النسائي3/48،والسنن الكبرى للبيهقي1/383، والمعجم الأوسط للطبراني2/181
(21) سهل بن عبد الله ابن يونس أبو محمد التستري الصوفي له كلمات نافعة ومواعظ حسنة وليس بشيء بل الصواب موته في المحرم سنة ثلاث وثمانين ومئتين ويقال عاش ثمانين سنة أو أكثر. سير أعلام النبلاء13/330
(22) تفسير القرآن العظيم3/508
(23) هو أبو عبد الله الحسن بن الحسين بن محمد بن حليم المعروف بالحليمي منسوبا إلى جده كان شيخ الشافعية بما وراء النهر ومات سنة ست وأربعمائة، قيل في جمادى الآخر وقيل في ربيع الأول. طبقات الفقهاء221
(24) المنهاج للحليمي 2/131 نقلا عن حقوق النبي للتميمي 2/516
(25) انظر القول البديع للسبكي 22دار الكتب العلمية، بيروت،الأولى،1989م
(26)عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي، كنيته أبو محمد، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، مات بالشام سنة خمس وستين وهو يومئذ بن اثنتين وسبعين. الإصابة4/193
(27) صحيح مسلم 1/288
(28) سنن الترمذي 2/354، وصححه ابن حبان 3/192
(29)فضالة بن عبيد بن نافذ الأنصاري الأوسي أبو محمد، أسلم قديما ولم يشهد بدرا وشهد أحدا فما بعدها ، مات سنة ثلاث وخمسين. الإصابة 5/371
(30) شعب الإيمان3/143
(31) سنن الترمذي 5/551 وصححه ابن حبان 2/140
(32) انظر الأم1/130 دار المعرفة، بيروت، الثانية 1393هـ، وبداية المجتهد لابن رشد 1/94 دار الفكر، بيروت.
(33) انظر الأم1/130
(34) انظر المغني لابن قدامة 1/367 دار الفكر، بيروت، الأولى،1405هـ.
(35) انظر الأم7/248
(36) انظر المغني 2/181،
(37) انظر المرجع السابق 2/75
(38) صحيح مسلم 1/288
(39) سنن الترمذي5/517، صحيح ابن حبان5/290
(40) سنن ابن ماجه1/254، وصحيح ابن حبان5/369.
(41) سنن الترمذي5/461، وصححه ابن حبان3/133
(42) السنن الكبرى6/19 المستدرك1/734، وصحيح ابن حبان3/188
(43) انظر جلاء الأفهام361 وما بعدها.
(44) صحيح مسلم 1/288، وانظر هذه المواطن في جلاء الأفهام.