فاعتبروا يا أولى الأبصار

Admin عدد المساهمات : 5215 تاريخ التسجيل : 29/09/2008

أخوتي الأحبة
القصص القرآني له أهداف متعددة منها تسلية قلب النبي صلى الله عليه وسلم والتخفيف من معاناته فعندما يشعر المرء أنه ليس الوحيد الذي يعاني فهذا يخفف عنه
و منها: العبرة بأحوال السابقين فإن كنا ممن صدق وآمن بالرسل نجونا كما نجوا وإن كنا ممن كذب وأعرض هلكنا مثلما هلكوا وهناك أهداف أخرى لا مجال لذكرها هنا
لكن أريد أن أسرد هذه القصة الواقعية على مسامعكم لعل فيها العبرة والعظة إن شاء الله
حدثني زميل أستاذ جامعي في إحدى الجامعات فقال:
كنت أحد أعضاء لجنة مشكلة لشراء جوائز للطلبة المتفوقين في الجامعة واتفقنا أن نشتري أربع ساعات فاخرة من نوع (رادو) فذهبنا إلى الوكيل المعتمد فوجدته يدخن الأرجيلة والبايب وغيره من......بجانبه، وكلامه في الصفقات وفي المال وفي الدنيا ورائحة الدخان والتوباكو والمعسل تملا الجو داخل المعرض وخارجه
فاشترينا الساعات بمبلغ كبير جدا وذهبنا
وفي العام الثاني تكررت القصة نفسها
أما في العام الثالث فوجئت عند دخولي المحل بعدم وجود روائح كريهة وبالرجل المدير يجلس على الطاولة وبيده مصحف يقرأ منه فطرحنا عليه السلام وبعد أن أنهى القراءة رد علينا السلام فأثار هذا المنظر فضولي فسألته عن سر هذا الانقلاب المفاجئ فقال: كان لي صديق أحبه أكثر من نفسي فقد تزاملت معه في ألمانيا لسنوات عديدة وجمعنا أموالا لا يعلم بها إلا الله وعندما عدنا إلى أرض الوطن زادت هذه العلاقة وتوطدت أكثر فلا أصبر على فراقه ولو ليوم واحد نلعب الورق ونشرب وندخن و و و و....الخ
وفي صباح أحد الأيام رن جرس الهاتف وفوجئت بخبر وفاته ومن لهفتي تركت المعرض مفتوحا وذهبت إلى المستشفى وركبت معه في سيارة نقل الموتى وذهبنا به إلى القصر الذي يسكن فيه ولكن وهنا المفاجئة رفضت زوجته أن تدخل الجنازة إلى البيت من أجل تغسيله وقالت أخشى من الأشباح مستقبلا وعبثا حاولنا لكن دون جدوى فغسلناه في الكراج وذهبنا إلى المقبرة لدفنه وبقيت فوق رأسه وأتمنى أن أنزل معه في القبر ...المهم دفناه وهنا المفاجئة الثانية فعندما أردنا أن نأخذ العزاء به بحثت عن أولاده الثلاثة فلم أجد سوى واحد والباقي ذهبوا لإحصاء الأموال والتركة
عدت إلى البيت وبدأت أفكر طويلا فيما حصل فاكتشفت أن هذه الدنيا لا تساوي شيئا وعدت إلى الله عودة صادقة ومن ذلك الوقت أواظب على الصلاة وأعيد لكل صاحب حق حقه
في الختام اشترينا العدد الذي نشتريه دائما من الساعات فقال: هذه الساعات الأربع مجانا ويبقى لكم في ذمتي ثمن أربعة أخرى فكان يأخذ ثمن الساعة مضروبا بثلاثة
أترك الأمر من غير تعليق

__________________