واصلت القوات الإسرائيلية قصفها برا وبحرا وجوا لمدينة غزة ومناطق أخرى من القطاع وذلك مع تصعيد العملية العسكرية في يومها العاشر ومواصلة حركة حماس إطلاق صواريخها باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وأفاد مراسلنا في قطاع غزة، شهدي الكاشف، بأن المنطقة الجنوبية من مدينة غزة تعرضت لقصف مدفعي كثيف، بينما واصلت الدبابات والعربات الإسرائيلية المدرعة تقدمها في حي الزيتون الواقع جنوبي المدينة. وقال المراسل إن الجنود الإسرائيليين "احتلوا العديد من المنازل في الحي ولجأوا إلى احتجاز سكان المنازل في غرف منها، بينما حولت القسم الآخر إلى قواعد انطلاق لعملياتها العسكرية في المنطقة."
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تُبذل فيه جهود دبوماسية دولية مكثفة لاحتواء الموقف المتفجر في غزة من خلال التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس يومها العاشر ومقتل أكثر من 520 شخص وإصابة حوالي 2500 آخرين بجروح. فقد توجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الشرق الأوسط في محاولة لاقناع القادة الإسرائيليين والقادة العرب بضرورة التوصل الفوري إلى هدنة مدتها 48 ساعة بغية السماح بوصول مساعدات الاغاثة إلى سكان القطاع. وسيقوم ساركوزي بدبلوماسية مكوكية في الشرق الأوسط بين القاهرة والقدس ورام الله ودمشق بهدف التوصل إلى إيقاف القتال في غزة. وفد أوروبي
قتلى وإصابات الفلسطينيين في هجوم غزة 520 قتلى منهم والي 90 قتيلا منذ بدء العملية البرية الجرحى: حوالي 2500
وقد سبق ساركوزي إلى المنطقة وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مبعوث خاص للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف. ويشارك وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير في وفد أوروبي متواجد حاليا في القاهرة برئاسة وزير الخارجية التشيكي كارل شوارزنبرج الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي. وبعد محادثات مع وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، دعا شوارزنبرج إلى وقف فوري لإطلاق النار. والتقى المبعوث الرئاسي الروسي اليكسندر سلطانوف الأحد وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، غير أنه فشل في إقناعها بقبول وساطة موسكو مع حماس.
قتلى وإصابات الإسرائيليين في هجوم غزة القتلى: عسكري واحد وأربعة مدنيين من جراء إطلاق صواريخ حماس 34 عسكري وعدد لم يحدد من المدنيين
على صعيد آخر، كشف رئيس الوزراء الماليزي، عبد الله أحمد بدوي، أن الدول الإسلامية تسعى لتأمين انعقاد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل الضغط باتجاه إيقاف تصعيد أعمال العنف في غزة. وقال بدوي إن ممثل بلاده الدائم لدى الأمم المتحدة سيجري مشاورات مع مسؤولين آخرين في منظمة المؤتمر الإسلامي بشأن كيفية دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل عقد هكذا جلسة في أقرب وقت ممكن. أهداف عسكرية واستبعد مراسل بي بي سي جوناثان ماركوس ان يسفر هذا النشاط الدبلوماسي عن نتائج سريعة، "فمن غير المرجَّح أن توقف إسرائيل عملياتها دون تحقيق أهدافها العسكرية". وقال المراسل إنه من غير المرجَّح أيضا أن تستسلم حماس حيث تواصل إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
من جهته، أعلن أيمن طه، المسؤول في حماس، أن الحركة تعتزم إرسال وفد إلى مصر اليوم الاثنين من أجل إجراء أول محادثات دبلوماسية لها منذ بدء إسرائيل هجومها على قطاع غزة في السابع والعشرين من الشهر الماضي. لكن طه لم يكشف ما إذا كان الوفد سيتضمن أعضاء من حماس في قطاع غزة الذي أغلقته إسرائيل أو من أماكن أخرى. تطورات الميدان وعلى الصعيد الميداني، تفيد التقارير بأن الهجوم البري الإسرائيلي أخذ منحى جديدا خلال الليل بدخول دبابات إسرائيلية إلى جنوب قطاع غزة. وكانت القوات الإسرائيلية قد اتخذت في وقت سابق مواقع لها شمال القطاع وحول مدينة غزة مما أدى فعليا إلى تقسيم القطاع إلى نصفين من معبر كارني إلى البحر المتوسط. وقد تواصلت المعارك العنيفة في قطاع غزة خلال الليل حيث أفادت الأنباء بأن القوات الاسرائيلية قامت بتوغل جديد جنوبي القطاع. وقالت مصادر أمنية إن نحو 40 دبابة إسرائيلية تتحرك باتجاه مدينة خان يونس ومعبر رفح على الحدود مع مصر، كما أفادت الأنباء بوقوع غارات جوية ضد أهداف جديدة خلال الليل. وأفاد شهود عيان بأنهم رأوا خلال الليل وهج الانفجارات شمالي القطاع كما سمعوا دوي الأسلحة النارية وقذائف المدفعية في المنطقة.
ويقول المراسلون إنه يبدو ان القتال ينتقل من الشمال إلى المناطق ذات الكثافة السكانية الأكبر في الغرب. القتلى والجرحى وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن 520 فلسطينيا وأُصيب حوالي 2500 آخرون بجروح، أغلبهم من المدنيين، لقوا حتفهم منذ بدء العملية الاسرائيلية، وأن حوالي 90 شخصا منهم لقوا حتفهم منذ بداية العملية البرية مساء السبت الماضي. يذكر أنه يصعب التأكد من العديد من هذه المعلوات نظرا لمنع إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة رغم قرار المحكمة العليا بالسماح لعدد محدود من الصحفيين بدخول القطاع. ويقول مسؤولو حماس إن 10 من مسلحي الحركة قتلوا حتى الآن في الهجوم البري في حين يقول الجيش الإسرائيلي إن أحد جنوده قد لقي حتفه وأصيب 34 آخرون بجروح خلال الاشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين. وقال مراسل بي بي سي، رشدي أبو اللوف، إن القتال قد أوقف عمليات الإغاثة الإنسانية التي يحتاجها سكان القطاع بشدة. المساعدات الانسانية
وقال وزير الصحة الفلسطيني الدكتور فتحي أبو مغلي إن القوات الاسرائيلية تقيد حركة عربات الاسعاف مما يتسبب في خسائر في الأرواح. وأعلنت منظمة أوكسفام للاغاثة انها اضطرت إلى تعليق عملها برغم الحاجة الملحة لتقيدم المساعدات العاجلة. وقال مسؤولون دوليون ان المستشفيات الفلسطينية تصارع للتعامل مع الوضع في حين تفتقد أغلب مناطق القطاع لخدمات الكهرباء والهاتف. وقال جون جينج رئيس منظمة الاغاثة التابعة للأمم المتحدة في غزة إن الأوضاع في غزة صعبة للغاية حتى قبل العملية الاسرائيلية الأخيرة. وكانت إسرائيل قالت إنها سمحت بدخول 400 شاحنة إغاثة إنسانية إلى غزة منذ بدء العملية لكن العديد من وكالات الاغاثة تقول ان عمليات التسليم غير كافية وان هناك صعوبة في توصيل الامدادات إلى هدفها. كما أن معبر رفح الرئيسي مغلق فيما تحاول القوات الاسرائيلية تدمير الأنفاق الممتدة عبر الحدود مع مصر. وكان الأحد قد شهد مظاهرات كبيرة في العديد من الدول شارك فيها آلاف الأشخاص وامتدت المظاهرات من اسطنبول مرورا ببيروت وحتى الرباط.