الزمالك في الضياع خسر صفر‏/1‏ أمام طلائع الجيش

يوما بعد الآخر يثبت الفريق الاول لكرة القدم بالزمالك انه لاجديد لديه‏..‏ ونجومه لديهم القدرة علي تحسين صورته‏..‏ ولاصفقاته الأسطورية قادرة علي صناعة التميز له‏..‏ ولاتغيير جهازه الفني والاطاحة بدي كاستال واعادة هنري ميشيل كافيين لاعادة الفريق لدائرة المنافسة من جديد علي بطولة الدوري بعد الخسارة الثانية التي تعرض لها الزمالك من طلائع الجيش‏1/‏ صفر ليفقد ثلاث نقاط غالية وثمينة بهدف لدودزي سجله في الدقيقة‏(14).‏ وفي خلال خمسة أسابيع فقط يفقد الزمالك ثماني نقاط بشكل لم يمر به في المواسم الماضية جاء الشوط الاول متوسط المستوي وانحصر اللعب وسط الملعب وفي الثلث الأوسط للملعب بعدما بدا كل فريق يلعب بحذر شديد ويهتم بالتأمين اكثر من البحث عن هدف وهز الشباك رغم القدرات الهجومية الفذة التي ضمها كل فريق خاصة في طرفي الملعب‏.‏

وضم كل فريق ظهيري جنب يمتلكان قدرات فنية وبدنية عالية ويجيدان المساندة الهجومية والاختراق والتمرير المؤثر بل والانهاء ايضا ففي طلائع الجيش كان الثنائي محسن هنداوي وأحمد عبدالعزيز‏..‏ وفي الزمالك حازم إمام وصبري رحيل‏..‏ ليس ذلك فقط بل ان كل فريق لعب برأسي حربة مميزين مؤثرين فلا احد يختلف علي القدرات الفنية والمهارية والتهديفية لعمرو زكي كمهاجم من طراز فريد‏..‏ وشريف أشرف في الزمالك‏..‏ وفي الطلائع وجد الثنائي المرعب صلاح أمين وبابا أركو‏.‏ ورغم كل هذا الكم من اللاعبين المميزين فإن الخطورة علي المرميين غابت والهجمات المنظمة المؤثرة انعدمت من الاساس وعمل الاجناب لم يكن موجودا بشكل جيد رغم المساحات الشاسعة المفتوحة علي الاطراف وفي عمق الملعب ليبقي السؤال لماذا جاء الاداء مملا بلاهدف او فرصة حقيقية من الفريقين‏.‏

والاجابة تتمثل في ان كل فريق من الزمالك وطلائع الجيش لم يمتلك خط وسط لديه مقومات هجومية او به من اللاعبين مايستطيع التحكم في الاداء وفي سرعته وفي القدرة علي صناعة اللعب‏..‏ ثم الاهم من ذلك ان التنظيم سواء الطولي او العرضي في الجبهات وفي عمق الملعب لم يكن جيدا علي الاطلاق‏.‏ ويكفي ان الزمالك الذي لعب باربعة لاعبين يمتلكون امكانات فنية عالية لم يجدوا الدعم ولا المساندة من خط الوسط الثلاثي ابراهيم ايوا والايفواري أديكو وحسن مصطفي لدرجة انهم لم ينفذوا تمريرة واحدة صحيحة‏..‏ ولم يقوموا باختراق مؤثرة وفشلوا في صناعة كثافة عددية في قطاع بالملعب ثم الأهم انهم جميعا لم تكن لهم ادوار محددة سواء دفاعية أو هجومية‏.‏ وساد الأداء العشوائي الشوط الأول حتي تلك المحاولات التي نفذها كل فريق تمت عن طريق القدرات الفردية للاعبيه وأبرزها انطلاقة من الناحية اليمني لصلاح أمين ولعب عرضية أمسكها محمد عبدالمنصف باقتدار‏..‏ وثانية من بابا أركو لم تجد المتابع‏..‏ وفي المقابل اجتهد عمرو زكي وحاول ولكن مشكلته انه مازال بعيدا عن لياقته البدنية

وفي حاجة لاستعادة قوته الطبيعية والوصول بسرعته لأعلي معدلاتها حتي يصبح مؤثرا قادرا علي التسجيل‏..‏ ورغم ذلك سدد كرة قوية حولها غريب حافظ لركنية‏..‏ وهيأ برأسه كرة لشريف أشرف لم يحسن تقديرها لينتهي الشوط الأول صفر‏/‏ صفر‏.‏ وبدأ الشوط الثاني بنشاط كبير للزمالك وسيطرة علي الكرة بعدما تحرك عمرو زكي وبذل جهدا كبيرا في الثلث الهجومي ولكن ظلت الأزمة قائمة تتعلق بالربط وبغياب لاعب الوسط المؤثر هجوميا القادر علي التمرير الجيد والاختراق وصناعة المساحات للاعبي فريقه سواء بإيجادها أو بصناعتها‏.‏ وما يزيد من عشوائية أداء الزمالك أن كل لاعبيه خاصة ثلاثي الدفاع لا يتقدمون ولا يتحركون لصناعة الزيادة العددية والكثافة المطلوبة في وسط الملعب لامتلاك الكرة وبناء الهجمات وارباك المنافس في الرقابة والتغطية‏..‏ ليس ذلك فقط بل ان خط وسطه ينقصه الكثير في الضغط ويعيبه الانتشار والتوزيع مما يفقد الزمالك القدرة علي تنفيذ مبدأ استمرارية الهجمة أو صناعة عمق هجومي‏.‏

والهجوم له أنواع كثيرة أهمها‏:‏ اما الهجوم المنظم الذي يعتمد علي أسس محددة في البناء وهو ما لا يستطيع الزمالك الفوز بدونه أو الاعتماد علي الهجمات المرتدة التي تعد رفاهية ليست له‏..‏ وإنما يتمتع بها خصومه مما يتطلب منه أن يمتلك خط وسط يجيد تنفيذ الدفاع المتوسط أو العالي ولكن الأخيرة صعبة للغاية جدا تتطلب جهدا من الثنائي المهاجم ووعيا لا يتوافر في اللاعبين المصريين‏.‏ ولأن الزمالك لا يجيد لا الدفاع العالي ولا الأوسط فلم يكن غريبا أن يهتز مع كل هجمة مضادة ومرتدة لمنافسيه وهو ما حدث بالضبط في الدقيقة‏(14)‏ من الشوط الثاني عندما تلقي دودزي كرة طولية انفرد بها واستغل عيوب السرعة في ثلاثي دفاع الزمالك وسدد قوية علي يمين محمد عبدالمنصف مسجلا الهدف الأول‏.‏ وكاد بابا أركو يضيف الهدف الثاني في الدقيقة‏(24)‏ من تمريرة تلقاها من دودزي انفرد وأنقذ بإجادة عالية محمد عبدالمنصف الذي تألق ولعب دورا كبيرا في عدم زيادة الأهداف‏.‏

ويشرك هنري ميشيل أحمد حسام ميدو بدلا من شريف أشرف ولكنه بدا ضعيفا يفتقد كل لياقته أشبه باللاعبين المعتزلين حتي تلك الكرة التي تلقاها في الدقيقة‏(33)‏ من عمرو زكي رائعة وعلي بعد خطوات من المرمي فشل في التسجيل منها ولعبها برأسه بجوار القائم بعدما حالت لياقته البدنية المتدهورة ومرونته الغائبة دون استثمارها‏.‏ وتشهد الدقائق المتبقية تألقا غير عادي من غريب حافظ الذي أهدي لفريقه ثلاث نقاط بعدما أبدع وأجاد وأثبت انه حارس من طراز فريد مميز وتصدي لكرات غاية في الصعوبة‏.‏ وظهر أيوا بشكل جيد وحاول وسدد كرة قوية في الدقيقة‏(40)‏ مرت بجوار القائم الأيمن‏..‏ وبعدها بدقيقتين أهدي حازم امام عرضية لميدو ولكنه أنهاها بشكل سييء حتي بدا وكأنه عبئا علي الفريق أو علي أقل تقدير لا فارق بينه وبين مهاجم مغمور بدليل أن خمسة أسابيع مرت ولم يسجل لينتهي اللقاء‏1/‏ صفر‏.‏