أكد الدكتور مجدى بدران استشارى الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة أن الفسيخ يعد معملا للحرب البيولوجية وسلاح المستقبل فى هذه الحرب ، وذلك لأثره فى إحداث تسمم غذائى بجسم الإنسان حيث يحتوى الفاسد منه على بكتيريا (البوتيولاينام) التى تنتج سما عالى السمية يعتبر من أقوى سموم الحرب البيولوجية.
واوضح بدران إنه لا يوجد ما يمنع من إمكانية تطوير أسلحة بيولوجية تستخدم هذا السم فى المستقبل أبسطها التسلل إلى مستودعات إمداد الجنود ، أو الأعداء بالغذاء ودسه فيها.
وأضاف أن التسمم الغذائى الناتج عن هذه البكتيريا خطير وقاتل ، وأن واحد ميكروجرام (جزء من مليون جزء من الجرام) كاف لقتل الإنسان ، وأنه يصيب كل من يتناوله فى كافة الأعمار بنفس الأعراض.
وأشار بدران إلى أن سم البوتيولاينام هو سم مثالى عالى السمية ، ويعتبر أقوى سموم الحرب البيولوجية ، لافتا إلى أن العالم البليجيكى إيميل فان المتخصص فى علم الميكروبات اكتشفه فى 1896 خلال انتشار حالات تسمم من تناول السجق.
كما أوضح أن السم الناتج عن هذه البكتيريا يشل الوصلة التى تربط الأعصاب بالعضلات الهيكلية ، وأنه لا يوجد فى الفسيخ فقط بل فى جميع الأغذية المحفوظة داخل عبوات محكمة الغلق والتى يتم تناولها دون تسخين.
ونوه عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة بأن هذا السم يقتل الأسماك والطيور فى البرك والمستنقعات نتيجة تسلل البكتيريا من أنسجة الحيوانات النافقة ، وأنه سام فى تركيزاته المخففة ، وله سبعة أنواع جميعها تعمل بنفس الآلية سواء بالبلع أو الاستنشاق أو عن طريق الجروح ، مشيرا إلى أن هذه الآلية تتمثل فى إصابة النهايات العصبية المتصلة بالعضلات بالشلل ، مما يسبب إرتخاء عضلات الجسم وفشل الجهاز التنفسى وشلل الحجاب الحاجز وهو العضلة الرئيسية المسئولة عن التنفس.
وأكد أن أعراض هذا التسمم تظهر بعد عدة ساعات تصل إلى 36 ساعة من تناول الفسيخ الفاسد وتبدأ بالشلل فى عضلات الرأس والعنق ثم تهبط تدريجيا إلى عضلات الجسم حتى تصل إلى القدمين وتسبب ازدواج وصعوبة فى الرؤية وصعوبة فى البلع والكلام وانخفاض فى ضغط الدم.
واستطرد بدران أن هذا الشلل يهبط بسرعة ليشمل عضلات الكتفين ثم الذراعين ثم الجزع والفخذين والساقين والقدمين وتحدث الوفاة نتيجة لشلل عضلات التنفس.وأشار إلى أن التشخيص المبكر هو طوق النجاة من هذا التسمم حيث يمكن إسعاف المريض بتناول المصل المضاد له والباهظ الثمن.
وذكر أنه من الصعوبة استخدام سم البوتيولاينام فى الإرهاب حاليا وأنه لا يثبت فى الظروف العادية فهو بروتين لن يكون ثابتا فى الهواء ويحتاج لكمية كبيرة من الماء للحفظ أو يمكن حفظه داخل الأنسجة.