وأخيراً القرار 1973 يفوّض إستخدام القوة ضد القذافي··· واحتفالات في بنغازي وأخيراً وافق مجلس الامن الدولي في اقتراع امس على فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا واستخدام <كل الاجراءات اللازمة> -وهو تعبير يجيز العمل العسكري- لحماية المدنيين في مواجهة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.
وأيدت القرار عشر من الدول الخمس عشرة الاعضاء بالمجلس في حين امتنعت عن التصويت خمس دول منها الصين وروسيا والمانيا.
ولم تصوت أي دولة ضد القرار الذي تبنته فرنسا وبريطانيا ولبنان والولايات المتحدة.
ويسمح القرار الذي قدمته فرنسا وبريطانيا بفرض منطقة حظر طيران وكل الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين المعرضين للتهديد.
واستبعد القرار ارسال اي <قوة احتلال> في مراعاة لكل من الحساسيات العربية ولعواصم غربية مثل لندن وواشنطن تعاني بالفعل من التدخل في حربين في افغانستان والعراق.
ويتضمن القرار اتخاذ كل الاجراءات الضرورية، لحماية المدنيين والمناطق السكنية المدنية التي تواجه تهديدا في ليبيا بما في ذلك بنغازي، ويستبعد إرسال قوة احتلال.
ويشدد على حظر السفر للزعيم الليبي معمر وأبنائه والمقربين منه وتجميد ممتلكاتهم، وينادي بوقف العنف ويحذر من أن أي أعمال عنف ضد المدنيين سيتم اعتبارها جرائم ضد الإنسانية.
وفور انتهاء التصويت على القرار عمت الاحتفالات المناطق المحررة في شرق ليبيا لاسيما ، في بنغازي التي هدد الزعيم الليبي مساء بالزحف عليها .
وقبل التصويت طالب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبية المجلس بالتدخل لوقف الجرائم الذي يقوم به النظام الليبي ضد شعبه ، طالب جوبية باقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا لحماية المدنييين ، والتشدد بالعقوبات التي اقرها المجلس سابقا .
وبعد التصويت قال نواف سلام ممثل لبنان لدى المجلس ان القرار جاء ليستجيب الى طلب الشعب الليبي والجامعة العربية لوقف الجرائم التي يقوم بها النظام الليبي ضد شعبه ، مشددا في الوقت نفسه على ان القرار وحده لن يكفي لعودة الاستقرار الى ليبيا ، داعيا الى ضرورة دعم الحل السلمي ومهمة مبعوث الامم المتحدة عبد الاله الخطيب.
واكد سلام على ضرورة احترام سيادة ووحدة الاراضي الليبية.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون استعرضت اسباب الاطاحة بالقذافي .
وقالت <تونس تعرف جيدا أنه اذا بقي القذافي في السلطة فانه سيثير على الارجح مشكلات لكم ولمصر ولاخرين. تلك هي طبيعته. تعرفون..
هناك بعض المخلوقات على هذه الشاكلة.>
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي كبير ان من الممكن ان يحدث التدخل العسكري بعد ذلك بساعات.
وكان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال <نحن قلقون للغاية بشأن الموقف في ليبيا والعنف الذي يمارسه نظام القذافي ضد شعبه.>
واضاف <نعمل بسرعة كبيرة بالتعاون مع شركائنا الدوليين للقيام بتحركات لحماية المواطنين الليبيين والتحرك تجاه وضع لا يصبح القذافي فيه باقيا في السلطة في نهاية الامر.>
وحذرت وزارة الدفاع الليبية من انتقام سريع اذا صرح مجلس الامن الدولي الذي يعقد اجتماعا طارئا مساء اليوم على تحرك عسكري تقترحه الدول العربية والقوى الغربية.
وقالت الوزارة في بيان <أي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر وستصبح كل السابلة المدنية والعسكرية أهدافا للهجوم المضاد الليبي.>
وقال المصدر ان اي تحرك قد يشمل فرنسا وبريطانيا وربما الولايات المتحدة.
وقال دبلوماسيون لرويترز ان ما بين دولتين وخمس دول عربية قد تنضم للتحرك العسكري.
وعبرت روسيا والصين وألمانيا والهند ودول أخرى أعضاء في مجلس الامن عن شكوكها بشأن اقتراح فرض منطقة حظر طيران لكن تعليقات من باريس تشير الى أن تلك الدول ربما تمتنع عن التصويت.
واستبعدت ايطاليا وهي قاعدة محتملة للعمل العسكري التدخل العسكري في ليبيا.
وفي موسكو أعلن سيميون بوجداساروف نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسى أن موسكو ستستخدم حق النقض خلال التصويت في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار بفرض الحظر الجوى على ليبيا.
وقال سيميون بوجداساروف إن العلاقات بين روسيا وليبيا ستبقى جيدة مثلما كانت في الماضى، مضيفا أن أهم شىء الآن هو عدم السماح بأى تدخل في الشؤون الليبية لا سيما من جانب الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسى سيرغى ريابكوف أن موسكو ضد أى تدخل خارجى بما في ذلك خلق منطقة الحظر الجوى ، مشيرا إلى أننا كلنا نتذكر كيف تم خلق منطقة مماثلة في العراق من قبل الأميركيين وحلفائهم وكانت النتيجة هى الغزو ومقتل مئات آلاف العراقيين ولذلك، فالشيء الأهم الآن هو أن ننظر إلى المستقبل ويجب ألا نسمح بأي شكل بالغزو من طرف الولايات المتحدة الأميركية .
من جهته، قال مصطفى عبد الجليل لقناة الجزيرة التلفزيونية <نحن نقف على أرضية صلبة قوامها الصدق في القول. نحن لا ترهبنا تلك الاكاذيب وتلك الادعاءات. المدن الليبية من اجدابيا شرقا كلها تحت سيطرة الثوار.>
وكان يتحدث قبل تصويت مجلس الامن الدولي على قرار سيمهد الطريق أمام ضربات جوية.
وقال عبد الجليل انه سيرحب بأي خطوة تمنع <الابادة>.
هدد الزعيم الليبي معمر القذافي بأن قواته ستجتاح بنغازي معقل المعارضة المسلحة ليلا دون أي رحمة أو شفقة في حين تتجه الامم المتحدة نحو اصدار قرار يسمح بشن ضربات جوية لوقفه.
وفي خطاب اذاعي قال القذافي موجها حديثه لسكان بنغازي <من هذه الليلة. مصممين مثل ما قلنا زنقة زنقة .. دار دار .. حجرة حجرة حتى الدولاب.>
واحتشد الاف من سكان بنغازي في ساحة بوسط المدينة وهم يلوحون بالعلم القديم الذي يرمز لفترة حكم ما قبل القذافي ويرددون هتافات تتحدى الرجل الذي حكم البلاد أربعة عقود.
وقال القذافي <جت (جاءت) ساعة الحسم خلاص الساعة التاريخية> وأعلن عفوا عمن يلقون السلاح.
وأضاف <جايين ... جهزوا نفسكم من الليلة. بس لا رحمة ولا شفقة معهم.>
وقبيل ذلك، اعلن الجيش الليبي انه سيوقف عملياته العسكرية ضد <العصابات الارهابية> الاحد المقبل لاعطائها مهلة <لتسليم السلاح والعفو العام عنها>.
واوردت وكالة الانباء الليبية الرسمية ان <اللجنة الموقتة للدفاع (وزارة) قررت وقف اطلاق النار تجاه العصابات الارهابية ابتداء من يوم الاحد لاعطاء مهلة لتسليم السلاح والعفو العام عنهم>.
ومازالت قوات القذافي الافضل تسليحا مقارنة بأنصار المعارضة المسلحة التي تقف على ما يبدو على بعد مئة كيلومتر على الاقل من بنغازي ولا يعرف ما اذا كان تهديده بالاستيلاء على المدينة وتطهيرها ليلا مجرد كلمات جوفاء.
وقال سكان ومتحدث باسم المعارضة المسلحة ان بنغازي تعرضت اليوم لثلاث غارات جوية.
ولكن هذا التهديد يزيد في أبسط الاحوال من الشعور بأن اللحظة الحاسمة قد حانت في الانتفاضة المستمرة منذ شهر والتي استلهمت انتفاضات شعبية ضد النظم الاستبدادية في أماكن أخرى بالعالم العربي.
ووصف القذافي - الذي اشتهر بوصف الرئيس الاميركي رونالد ريغان له عام 1986 بأنه <الكلب المجنون في الشرق الاوسط>- المعارضين بأنهم كلاب وجرذان وعملاء اجانب.
وتحركت الدبلوماسية الدولية ببطء في حين ضغطت قوات القذافي بقوة على انتفاضة ألهمتها الاطاحة بنظامين للحكم المطلق في تونس ومصر بالاضافة للاحتجاجات الحاشدة في البحرين.
وقال التلفزيون الحكومي الليبي ان القوات الحكومية سيطرت على مرفأ الزويتينة النفطي على الطريق الساحلي على مسافة 130 كيلومترا من بنغازي لكن المعارضين قالوا انهم حاصروا الوحدات الموالية للقذافي حين وصلت للمرفأ.
وذكر تلفزيون العربية ان المناطق السكنية في اجدابيا وهي مدينة استراتيجية على الطريق الساحلي الى بنغازي شهدت قتالا عنيفا اليوم ولقي 30 شخصا حتفهم.
وفي مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية والتي تبعد نحو 200 كيلومتر الى الشرق من طرابلس قال مقاتلون من المعارضة وسكان انهم يستعدون لهجوم جديد من جانب القوات الليبية التي قصفت المدينة الساحلية الليلة الماضية.
وفي الغرب، هاجمت القوات النظامية ايضا بالاسلحة الثقيلة بلدة الزنتان التي تبعد 145 كلم عن طرابلس، حسبما ذكر شاهد عيان.
وتوقع الثوار الليبيون هجوما تشنه قوات العقيد معمر القذافي على مدينة الزنتان، غرب ليبيا، التي يسيطرون عليها، كما افاد احد اهالى المدينة. وقال هذا الشاهد لفرانس برس <المقاتلون يرون ان القوات الموالية للقذافي تسعى حاليا الى تطويق الزنتان. هناك تحركات للقوات في الشمال والجنوب الغربي.
انهم يتوقعون هجوما كبيرا على المدينة>.
من جهة اخرى، تبذل العاصمة الليبية طرابلس جهودا لاستعادة حياتها الطبيعية بعد القمع الدامي للتظاهرات في نهاية شباط .
Share |