اعتقالات بـ"اللجان الثورية" ببنغازيشن ثوار السابع عشر من فبراير في مدينة بنغازي حملات قبض واعتقال لمجموعات من أعضاءِ ما يعرف في نظام القذافي بـ"حركة اللجان الثورية" بعد بلاغات تلقاها الثوار تفيد بوجود خلايا للجان الثورية تعمل على زعزعة المجتمع والتخطيط لأعمال تخريب وسلب ونهب في المدينة.
وشملت هذه الحملات عددا من أعضاء اللجان الثورية الموجودين داخل مدينة بنغازي ممن عرف عنهم توليهم لمناصب قيادية في مختلف فروع الحركة العسكرية والإعلامية.
وتقوم بتنفيذ عمليات القبض والاعتقال للجان الثورية كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير، وهي إحدى أجهزة حماية الثوار بالإضافة إلى مجموعات قبض أخرى كونها الثوار في بنغازي.
وتتمثل مهمة فرق القبض والاعتقال في تلقي البلاغات عن أماكن تجمع اللجان الثورية عند الاشتباه في تجمعهم في مكان واحد للتخطيط لأعمال تخريب وإثارة البلبلة والذعر في أوساط مواطني مدينة بنغازي.
وكشفت مصادر موثوقة للجزيرة نت عن هروب عدد من أعضاء اللجان الثورية ممن تورطوا في أعمال تعذيب ومضايقات لنشطاء سياسيين إلى مدينتي طرابلس وسرت.
وأكدت المصادر نفسها أن بعضا منهم شوهدوا صحبة الكتائب الأمنية التابعة للعقيد القذافي التي حاولت دخول مدينة بنغازي السبت الماضي، إلا أنهم هربوا مرة أخرى ولم يتمكن الثوار من القبض عليهم.
وقد شهدت مدينة بنغازي في الأيام الماضية مواجهات عنيفة بين خلايا نائمة للجان الثورية في بنغازي وثوار السابع عشر من فبراير بعد أن تيقن الثوار -وفقا لمصادر مقربة منهم- من قيام هذه الخلايا بارتكاب أعمال عنف ونشر الذعر بين المواطنين في المدينة.
وأسفرت هذه المواجهات عن قتل عدد من أعضاء اللجان الثورية بعد البدء في إطلاقهم النار على الثوار واستسلام العديد منهم دون مقاومة تذكر.
وفي الاتجاه نفسه انتحر أحد أبرز أعضاء حركة اللجان الثورية، وهو صالح الشريف "الشهير في بنغازي باسم صالح المجرم" بعد أن حاصره الثوار أمام منزله وطالبوه بتسليم نفسه فرفض وبادلهم إطلاق النار ثم وجه بندقية الكلاشنكوف على رأسه وأطلق النار.
وذكرت مصادر موثوقة للجزيرة نت أن الثوار يشتبهون بأن صالح الشريف هو أحد الذين خططوا ونفذوا الكمين الذي اعترض فريق قناة الجزيرة واستشهد فيه المصور الصحفي للجزيرة"علي الجابر".
ودعا عدد من أعضاء اللجان الثورية المعتقلين جميع زملائهم الذين لم يقبض عليهم حتى الآن إلى الالتحاق بـ"ركب الثوار ومساندتهم في مواجهة الكتائب الأمنية وعدم ارتكاب أي أعمال من شأنها الإخلال بمسيرة الثورة".
|
عمر السوداني نفى ارتكابه أي جرائم (الجزيرة نت)
|
اعتقال قيادي
وفي السياق نفسه قام الثوار باعتقال القيادي في حركة اللجان الثورية "عمر السوداني" أحد المتهمين في قتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر أمام السفارة الليبية في لندن في العام 1984م.
وحسب تصريحات أدلى بها للجزيرة نت أحد قياديي ثوار السابع عشر من فبراير فقد أودع السوداني في أحد سجون مدينة بنغازي انتظارا لعرضه على المحاكم الليبية بعد استقرار الأوضاع لصالح الثوار للنظر في سوابقه والتحقيق في الجرائم التي ارتكبها.
وذكر السوداني في تصريحات للجزيرة نت أنه لم يرتكب طيلة فترة انتسابه إلى حركة اللجان الثورية لأكثر من ثلاثين سنة أي أعمال تخريبية أو جرائم قتل أو إعدام خارج دائرة القانون، ولم يشارك في المحاكمات الثورية والإعدامات التي طالت عددا من المعارضين الليبيين في سنوات سابقة.
ونفى أن يكون هو من قتل الشرطية البريطانية أو أنه شارك في قتلها أو التخطيط له. مؤكدا أنه كان موجودا حينها في مركز الشرطة للتحقيق معه في أمر آخر لا يتعلق بالشرطية، وقد أخبره المحقق البريطاني حينها بأن شرطية بريطانية أطلق عليها النار من إحدى نوافذ السفارة الليبية.
وفي معرض رده على سؤال عن السبب في وجوده في لندن حينها قال السوداني إن مهمته في السفارة كانت تتمثل في عمله مترجما للغة الإنجليزية داخلها، ولم تكن له أي علاقة بأي أعمال مسلحة تمت في وقتها.
مهام تعبوية
وأشار السوداني إلى أنه كان في حركة اللجان الثورية في ليبيا يقوم بدور تعبوي توجيهي، يتمثل في إلقاء محاضرات لأعضاء الحركة الموجودين تحت قيادته، وتعريفهم بما يتوجب عليهم فعله تجاه مجتمعهم من تحريض أبناء المجتمع على ممارسة السلطة، حسب تعبيره.
في المقابل نفى أن يكون قد لعب دورا قياديا في حركة اللجان الثورية، مستدركا بالقول إن عمله منسقا عاما لمكتب الاتصال باللجان الثورية في الجامعات والمعاهد العليا في منطقة الشرقية كان يفرض عليه القيام بمهام تعبوية محددة.
وكشف السوداني عن تأييده لثورة السابع عشر من فبراير وأنه أعلن انضمامه إليها وتأييده للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الذي يرأسه المستشار مصطفى عبد الجليل.
وقال إن حركة اللجان الثورية في ليبيا "انحرفت عن المسار المرسوم لها، وهو المسار الفكري والعقائدي فقط، فأفرزت مسؤولين ورجال أعمال احتكروا السلطة والثروة وكونوا مناطق نفوذ وسلطة في المجتمع الليبي.
وحسب قوله "سبب الكثير منهم المشاكل التي كان لها دور كبير في الفساد الإداري والمالي الذي شهدته ليبيا طيلة السنوات السابقة".
وحركة اللجان الثورية في ليبيا التي أسسها العقيد القذافي كانت قد وضعت لنفسها واجبات ومهام، وكانت إلى وقت قريب تعد التنظيم السياسي الوحيد في ليبيا الذي ترصد له ميزانية خاصة من خزينة الدولة.