قالت مجلة "تايم" إن نظام الزعيم الليبي معمر القذافي تلقى ضربة قاسية بانشقاق وزير خارجيته موسى كوسا. وأضافت أن كوسا الذي ظل أحد المساعدين الموثوق بهم لدى القذافي، نزل في مطار فارنبورو بلندن مساء الأربعاء بعدما غادر ليبيا متوجها إلى تونس هذا الأسبوع.
وقالت المجلة إنه وصل بدون إبلاغ السلطات البريطانية على ما يبدو، حيث طلب اللجوء السياسي فورا. لكن طرابلس نفت انشقاق وزير خارجيتها، حيث قال الناطق باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم إن كوسا موجود بلندن "في مهمة دبلوماسية".
وقال صديقه عثمان بن نعمان للمجلة إن كوسا ليس سعيدا بما يجري في ليبيا التي سعى لسنوات في إعادتها إلى المجتمع الدولي وجعلها القذافي مرة أخرى دولة منبوذة.
وجاء انشقاق الوزير الليبي بعد يوم واحد من اجتماع غربي عربي في لندن لمناقشة الخطوات التالية في الحملة المناهضة للقذافي، حيث قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن أيام القذافي في السلطة أصبحت معدودة.
وقال عثمان إنه يعتقد أن مسؤولين آخرين في طرابلس ليسوا مسرورين ومن المحتمل انشقاقهم، ومن المؤكد أن كلمات كلينتون ستدفعهم للإسراع في اتخاذ قراراتهم المصيرية.
وقالت المجلة إن موسى كوسا أكثر من مجرد وجه مألوف لدى المسؤولين الغربيين، فهو الذي كان على رأس قيادة جهاز الاستخبارات الليبي لمدة طويلة قبل أن يتولى وزارة الخارجية عام 2009، ومعه منجم من المعلومات، كما أنه يحتمل أن يكون على علم بخطط القذافي بعد 11 يوما من القصف ومدى إمكان فتح مجال التفاوض على خروجه هو وعائلته إلى المنفى. أسئلة لوكربي ومن المعلومات الهامة التي يريد الغرب معرفتها من المسؤول الليبي هل أمر القذافي بتنفيذ تفجير لوكربي، وهل أمر بإطلاق النار على المتظاهرين في بنغازي مع بدء المظاهرات المناهضة له في منتصف فبراير/ شباط الماضي، لأن الإجابة عن هذه الأسئلة ستكون أساسا محتملا لاتهامه بجرائم ضد الإنسانية. لكن السؤال يبقى متعلقا بدرجة بقاء كوسا نفسه بعيدا عن الاتهامات.
وقالت المجلة إن لكوسا علاقات طويلة مع الولايات المتحدة، فهو يحمل شهادة ماجستير من جامعة ميتشيغان، وكان له دور رئيس في إحلال الوفاق بعلاقات ليبيا مع الغرب عام 2003، كما أنه إلى جانب سيف الإسلام القذافي استطاع إقناع الزعيم الليبي بالتخلي عن المشروع النووي، وتقديم معلومات عن نشطاء القاعدة في ليبيا، وكان لكوسا دور في التغيير الذي شهده الموقف الليبي على المسرح الدولي منذ 2003. </TD></TR></TABLE>