أزمة التعليم في القدس الشرقية
تيم فرانكس بي بي سي-القدس |
يفضل أن ترتدي حذاء متينا اذا كنت تريد الوصول الى مدرسة شعفاط الابتدائية للبنات، فللوصول الى مدخل المدرسة سيكون عليك أن تخترق تلة من المطاط وشظايا الزجاج، وهذا هو حال المدرسة منذ 15 عاما، أي منذ افتتاحها.
يحشر بين جدران هذه المدرسة 285 تلميذة بين السادسة والعاشرة من العمر، والمدرسة مكونة من منزل بني لاستخدام عائلة واحدة.
وصلنا الى المدرسة مع انتهاء فترة الدروس الصباحية، وكانت الطالبات يهرولن على السلالم الداخلية التي لا تتلاءم حتى مع قوانين مكافحة الحريق المحلية، كما يقول عبد الكريم لافي، رئيس رابطة آباء القدس الشرفية، وذلك لشدة ضيقها.
تراجعنا باتجاه الجدران العارية لتفادي حشد الطالبات.
رأينا طالبة صغيرة حين سقط عليها كوم من الكراسي المكدسة بجانب المدخل. نقص في المرافق
دخلنا أحد الصفوف حيث كانت الطالبة منال مرعي تدرس مع 37 طالبة أخرى. كانت غرفة الصف عبارة عن شرفة مغلقة، حيث حشرت ثلاث طالبات خلف كل طاولة صغيرة.
أما التكييف المستخدم طوال فصل الصيف الطويل فهو عبارة عن مروحة صغيرة مثبتة على الجدار في مقدمة الصف، ولمواجهة برد الشتاء هناك مدفأة كهربائية صغيرة في مؤخرة الصف. أما الجدران فهي عارية.
في الخارج هناك ثلاثة مراحيض، لاستخدام جميع التلاميذ.
كان هناك مرحاض رابع بجانب صف منال، ولكنهم حولوه الى غرفة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة.
ألقينا نظرة في الداخل، كانت الغرفة تفوح برائحة الغبار والعفن، وكانت تستخدم مخزنا للأدوات والأغراض غير المستعملة. حالة عامة
مدرسة شعفاط ليست حالة خاصة، ففي شهر يونيو/حزيران الماضي قدمت رابطة الحقوق المدنية في اسرائيل التماسا للمحكمة العليا الاسرائيلية تطالبها باجبار بلدية تل أبيب على توفير فرص كافية للتعليم في القدس الشرقية.
ويقتبس الالتماس من تقرير أعد بناء على طلب البلدية قبل ست سنوات يتنبأ بمواجهة عجز مقداره 1500 صف، ولم يبن في العام الماضي الا 200 صف.
يذكر أن نصف الطلاب في القدس الشرقية يلتحقون بمدارس حكومية، بينما يحاول القسم الباقي الالتحاق بمدارس خاصة أو مدارس غير رسمية، رغم فقر العائلات في هذا الجزء من المدينة، بينما يعتقد أن 10 في المئة من الطلاب لا يذهبون لأي مدارس.
ويقتبس الالتماس المشار اليه من رسالة موجهة من المستشار القانوني للمدينة الى رئيس بلديتها يقول فيها ان وضع التعليم في القدس الشرقية غير قانوني وقائم على التمييز.
وفي رسالة وصلتنا من هيئة التربية والتعليم اقرت الهيئة أن هناك نقصا في عدد الصفوف الدراسية الا أنها أصرت على أن القدس الشرقية تحصل على نفس نسبة الموارد كالقدس الغربية، ولكن رابطة الحقوق المدنية تشك في صحة ذلك.
تعتبر اسرائيل القدس "عاصمتها الموحدة"، ولكن هذا ليس رأي الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية الذين يقاطع معظمهم الانتخابات المحلية، مع أن عليهم دفع نفس الضرائب التي يدفعها الاثرياء من سكان القدس الغربية.
من المفروض أن يمنحهم هذا حقوقا متساوية في الخدمات، ولكن الحال ليس كذلك. حين يتعلق الأمر بالتعليم فالقدس الشرقية تخضع لمقاييس أخرى.
موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/world_news/newsid_7612000/7612572.stmمنشور 2008/09/12 13:52:20 GMT