سؤال وجواب: المحكمة الجنائية الدولية
لا تستطيع المحكمة النظر في القضايا التي وقعت قبل الأول من يوليو عام 2002
|
تعتبر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إضافة مثيرة للجدل للنظام القضائي الدولي. فلقد أقر إنشاء المحكمة مائة دولة، ليست من بينها الولايات المتحدة. موقع البي بي سي الإخباري يستعرض الاعتبارات الرئيسية التي تقف خلف إنشاء المحكمة الجنائية الدولية.
ما هي وظيفة المحكمة؟
وظيفتها هي الادعاء على المتورطين في أفظع الجرائم وأكثرها بشاعة، مثل جرائم الإبادة الجماعية والجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ترتكب في أي مكان في العالم.
إنها محكمة الخيار الأخير، تتدخل فقط في حال كانت السلطات الوطنية لا تستطيع محاكمة المسؤولين عن أو لا تريد التدخل لمحاكمة هؤلاء المسؤولين.
أليس هناك بالفعل ما يكفي من المحاكم الدولية؟
نعم، لكنهم يؤدون وظائف مختلفة أو لديهم صلاحيات محددة.
على سبيل المثال محكمة العدل الدولية، (أحيانا تسمى محكمة العالم)، تحكم في الخلافات بين الحكومات، لذا فإنها لا تستطيع أن تحاكم الأفراد.
أما المحكمة الدولية المختصة بجرائم الحرب في يوغسلافيا ورواندا فإنها تستطيع محاكمة الأفراد لكن في المناطق المحددة لها وخلال فترة محددة من الزمن. وفي النهاية فإنه سيتم حل هذه المحكمة لدى الانتهاء من عملها.
بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية فإنها دائمة وصلاحياتها أكبر.
هل هناك أية قيود زمنية على القضايا التي تتعرض لها المحكمة؟
لا تملك المحكمة الجنائية الدولية أية صلاحية للعودة إلى جرائم تم ارتكابها قبل الأول من يوليو/تموز عام 2002، وذلك عندما دخل إعلان روما 1998 حيز التنفيذ.
إضافة لذلك، فإن المحكمة الجنائية الدولية لديها السلطة الأوتوماتيكية على النظر في الجرائم التي تم ارتكابها على أراضي دولة وقعت على معاهدة إنشائها، أو على مواطن من إحدى تلك الدول الموقعة على معاهدة إنشائها، أو عندما يقوم مجلس الأمن الدولي بتحويل قضية إليها.
ما هي طبيعة القضايا التي يتم النظر فيها من قبل المحكمة الجنائية الدولية؟ أول شخص تم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية كان توماس لوبانجا، قائد إحدى الميليشيات في جمهورية الكونجو الديمقراطية، والذي تم اتهامه بارتكاب جرائم حرب تتعلق باستخدام الأطفال في حروب الكونجو الأهلية.
وقد تم اعتقال لوبانجا في عام 2005 وذلك بعد أن قتل تسعة من الجنود البنجلادشيين التابعين للقوة الدولية لحفظ السلام في منطقة أتوري، شمالي شرق الكونجو الديمقراطية.
ومن ضمن من تسعى خلفهم المحكمة الجنائية الدولية قادة لحركة التمرد الأوغندية، جيش الرب، والنشط في شمال أوغندا.
ويتهم زعيم جيش الرب، جوزيف كوني، بأنه اختطف آلاف الأطفال وأجبرهم على قتل آبائهم.
ومازال كوني هاربا، كما يشاركه الهرب أربعة من رموز المتمردين المطلوبين للعدالة الدولية، ويعتقد أنهم يقيمون في السودان.
وتحقق المحكمة الجنائية الدولية أيضا في الأحداث التي جرت في إقليم دارفور في السودان، حيث تم تشريد حوالي مليوني شخص.
وتعمل المحكمة دون مساعدة من حكومة الخرطوم، ولذلك فإنها تنظر في تقارير تتحدث عن وقوع حالات اغتصاب وعنف جنسي وإرهاب شخصي.
كيف يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن تعتقل وتحاكم المشتبه فيهم؟
لا تملك المحكمة الجنائية الدولية قوة شرطة خاصة بها من أجل تعقب المشتبه فيهم واعتقالهم، لكن بدلا عن ذلك تعتمد المحكمة على قوات الشرطة الوطنية من أجل القيام باعتقالات وتتبع ونقل المشتبه فيهم إلى لاهاي.
توماس لوبانجا على سبيل المثال تم تسليمه إلى المحكمة من قبل السلطات في عاصمة الكونجو، كينشاسا.